الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن محاولة استنقاذ يد المريض من البتر أمر مطلوب وسعي مشكور، ولكن هذا ينبغي ألا يكون على حساب التغرير بحياة المريض ذاتها. فإن كان هذا الدواء قد يؤدي إلى نزيف مميت بالرأس، فلا بد من التقيد في استعماله بالحالات المسموح بها فقط، وأما الاجتهاد في أمر يتعلق بحياة المريض، فلا يسوغ.
وعلى أية حال، فإذا حكم أهل الاختصاص بأن صرف هذا الدواء لذاك المريض يدخل في الخطأ الطبي، فإن الضرر الناشئ عنه يلزم الطبيب ضمانه. وذلك أن الطبيب الماهر الذي اجتهد فوصف للمريض دواء، فأخطأ في اجتهاده -وكانت الحالة مما يختص بعلاجها- فتلف بذلك الدواء عضو، أو مات بسببه، فإنه يضمن وإن كان لا يأثم.
وفي حال ثبوت قتل الخطأ تجب الكفارة بصيام شهرين متتابعين، وأما الدية فإنها تسقط إن عفا عنها أولياء الميت، وإلا وجبت على عاقلة الطبيب.
وراجع في ذلك الفتويين: 5852، 129756.
والله أعلم.