واجب من يعمل في شركة يتعامل فيها مع نساء متبرجات

23-5-2021 | إسلام ويب

السؤال:
أنا طالب جامعي من الأردن، وأعمل في شركة لصناعة الملابس؛ لكي أستطيع دفع أقساط الجامعة، وكنت قد حفظت 27 جزءًا من القرآن، ولكن مع الأسف قد انتكست لفترة كبيرة عنه، وأنا الآن -ولله الحمد- قد بدأت بمراجعته.
ولكن الشركة التي أعمل بها فيها عاملات أجنبيات من جنسيات آسيوية، يلبسن ملابس فاضحة، وعوراتهن ظاهرة، وحتى إن غضضت بصري، فأنا أتعامل معهن بشكل كبير في العمل، وقد أثَّر ذلك فيَّ، وأريد ترك العمل في هذه الشركة لأجل ذلك.
ولكن من الصعب عليَّ أن أجد عملا في ظل هذه الظروف. فهل أتركها، ويبدلني الله خيرا منها في الدنيا أو الآخرة؟
علما أنني أعتمد بشكل كبير على الراتب من هذه الشركة، وإن تركتها فصعب عليَّ دفع أقساط الجامعة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت محتاجا إلى الراتب، ولا تجد له بديلا، فاتجه بهمتك كلها إلى غض بصرك، وجعل التعامل مع العاملات في أضيق الحدود. واستعن بالله تعالى، وكثرة ذكره واستغفاره، والإلحاح في دعائه بأن يلمهك رشدك، ويقيك شر نفسك، وأن يطهر قلبك، ويحصن فرجك، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب، لتستغني عن العمل في هذا المكان المختلط. ومع ذلك اجتهد في البحث عن عمل آخر تعافى فيه من هذا الشر.

واعلم أن مجاهدة النفس في مثل هذه الحال ترتقي بصاحبها في الدرجات، وتلحقه بالصالحين، وطوبى لمن كان كذلك في زمن الغربة، وغلبة الفساد، وهنيئا له الأجر العظيم، والثواب الجزيل.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (لطائف المعارف): أفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم؛ كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم، فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها؛ تأسى بهم عموم الناس؛ فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "للعامل منهم أجر خمسين منكم؛ إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون". وقال: "بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء". وفي رواية قيل: ومن الغرباء: قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس". اهـ.

وانظر للفائدة الفتاوى: 332308، 70444، 266074.

والله أعلم.

www.islamweb.net