شرح حديث "في أصحابي اثنا عشر منافقا"

24-3-2004 | إسلام ويب

السؤال:
أريد شرحاً بسيطاً لحديث في صحيح البخاري: يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في صحابتي اثنا عشر منافقاً، ثمانية منهم لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سلم الخياط.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث ليس في صحيح البخاري بل هو في صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط.. الحديث.

قال الإمام النووي في شرح مسلم: أما قوله -صلى الله عليه وسلم-: في أَصْحَابِي، فَمَعْنَاهُ ‌الَّذِينَ ‌يُنْسَبُونَ ‌إِلَى ‌صُحْبَتِي، كَمَا قال في الرواية الثانية: في أمتي، وسم الْخِيَاطِ بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا الْفَتْحُ أَشْهَرُ، وَبِهِ قَرَأَ الْقُرَّاءُ السَّبْعَةُ، وَهُوَ ثَقْبُ الْإِبْرَةِ، ومعناه: لايدخلون الجنة أبدًا، كما لا يدخل الْجَمَلُ فِي ثَقْبِ الْإِبْرَةِ أَبَدًا. اهـ.

وهؤلاء الاثنا عشر منافقون أرادوا وهموا أن يفتكوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق عودته من إحدى الغزوات.

وقد ذكر قصتهم الحافظ ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: يحلفون بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا (التوبة: من الآية74)، قال بعد أن أورد روايتين عند البيهقي وأحمد، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أن يمشي الناس في بطن الوادي، وصعد هو وحذيفة وعمار العقبة، فتبعهم هؤلاء النفر الأرذلون وهم متلثمون فأرادوا سلوك العقبة، فأطلع اللهُ على مرادهم رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فأمر حذيفة فرجع إليهم فضرب وجوه رواحلهم ففزعوا ورجعوا مقبوحين، وأعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذيفة وعماراً بأسمائهم، وما كانوا هموا به من الفتك به -صلوات الله وسلامه عليه-، وأمرهما أن يكتما عليهم. ثم قال: ويشهد لهذه القصة بالصحة ما رواه مسلم، وأورد هذا الحديث. انتهى، انظر القصة مفصلة في تفسير ابن كثير: 2/488-489.

والله أعلم.

www.islamweb.net