حلف أن يكتم سرا، فهل يجوز إفشاؤه للطبيب النفسي؟

29-3-2023 | إسلام ويب

السؤال:
حلفت يمينا على القرآن الكريم أنني سأكتم سرا ما، سمعته من شخص ما، بهدف المعالجة النفسية، فهل يحق لي التحدث عن هذا السر لطبيب نفسي؟
وشكرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن السر الذي أُمرت بكتمانه، أو دلت قرينة أو عادة على كتمانه لا يجوز لك إفشاؤه للطبيب النفسي، ولا لغيره -ولو لم تحلفي على كتمانه- جاء في غذاء الألباب للسفاريني: ويحرم على كل مكلف إفشاء -أي نشر وإذاعة- سر، وهو ما يكتم... ولعله يحرم حيث أمر بكتمه، أو دلته قرينة على كتمانه، أو ما كان يكتم عادة.

أخرج أبو داود عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المجالس بالأمانة، إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق.

وأخرج عنه -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدث رجل رجلًا بحديث ثم التفت، فهو أمانة. ورواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء: من سمع من رجل حديثًا لا يشتهي أن يذكر عنه، فهو أمانة، وإن لم يستكتمه.

وأخرج عن أنس -رضي الله عنه-: ما خطب نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له.

قال في الفروع: حرم في أسباب الهداية، إفشاء السر، وفي الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. انتهى. وفي التنزيل: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا {الإسراء: 34}. اهـ.

وإذا كنت قد أفشيته فيجب عليك مع التوبة كفارة يمين؛ من أجل حنثك في اليمين.

والله أعلم.

www.islamweb.net