نية الحالف معتبرة في الأيمان

7-1-2024 | إسلام ويب

السؤال:
كنت أتشاجر مع أختي الصغيرة، فأغضبتني جدا، فحلفت -وأنا لا أحلف عادة- لو أعادت الكلام فسأجعلها تبكي، فقالت لي اجعليني أبكي، لكن محاولتي كلها في إبكائها فشلت، فقررت أن لا أبكيها، لكنها بعد أيام أغضبتني أنا وأختي الكبيرة، وبكت بسبب أختي الكبيرة، وقد ضربتني، فضربتها، فبكت ثانية، أو أكملت بكاءها -لا أدري- فنويت أن أبكيها، لأنني حلفت أن أبكيها، وهذا كان بعدها بأيام، فهل هنا تجب علي كفارة؟ ولو كانت علي كفارة، فأنا طالبة وأبي يعطيني مصروفا، وأخي الأكبر كذلك يعطيني، والمجموع: 250 جنيها في الشهر، فماذا أعمل بالتفصيل؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا اليمين جرى على لسانكِ من غير قصد للحلف، فهو لغو لا كفارة فيه، لقوله تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ  {المائدة: 89}.

وأما إن كنتِ قصدت الحلف: فإن نويتِ إبكاءها في ذلك الوقت بخصوصه، ولم تفعلي، فعليكِ الكفارة، فإن كنتِ لا تملكين من المال ما تطعمين به المساكين -كما هو ظاهر- فصومي ثلاثة أيام، والأحوط أن تكون متتابعة، خروجا من الخلاف، وأما إن قصدت إبكاءها في أي وقت: فمتى أبكيتِها برت يمينكِ، ولا يتقيد ذلك بزمان مخصوص، لكن الأولى مع هذا أن تحنثي في يمينك، وتكفري عنه، وتحسني إلى أختكِ الصغيرة، وتدعي مشاجرتها، بل كوني لينة معها، لطيفة المعشر، حسنة الخلق، فحسن الخلق يبلغ صاحبه المقامات العلية في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

www.islamweb.net