الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا اليمين جرى على لسانكِ من غير قصد للحلف، فهو لغو لا كفارة فيه، لقوله تعالى: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ {المائدة: 89}.
وأما إن كنتِ قصدت الحلف: فإن نويتِ إبكاءها في ذلك الوقت بخصوصه، ولم تفعلي، فعليكِ الكفارة، فإن كنتِ لا تملكين من المال ما تطعمين به المساكين -كما هو ظاهر- فصومي ثلاثة أيام، والأحوط أن تكون متتابعة، خروجا من الخلاف، وأما إن قصدت إبكاءها في أي وقت: فمتى أبكيتِها برت يمينكِ، ولا يتقيد ذلك بزمان مخصوص، لكن الأولى مع هذا أن تحنثي في يمينك، وتكفري عنه، وتحسني إلى أختكِ الصغيرة، وتدعي مشاجرتها، بل كوني لينة معها، لطيفة المعشر، حسنة الخلق، فحسن الخلق يبلغ صاحبه المقامات العلية في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.