جواز قراءة القرآن من غير تدبر

24-6-2025 | إسلام ويب

السؤال:
هل تُعدّ قراءة القرآن في كل وقت، دون أن أُدرك أن لساني يقرأ القرآن -حتى أثناء العمل أو المذاكرة- مشكلة؟
فهذا الأمر يحدث عندي بشكل تلقائي، دون أن أشعر به. فإن كان يُعدّ مشكلة، فما الحل؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قراءتك للقرآن قراءةً مجردةً باللسان، دون إدراك وتدبر لما تقرأ، جائزة، ويحصل بها أجر القراءة، ما لم تؤد إلى الإخلال بنطق الحروف، أو تغير حركاتها، وراجع الفتويين: 49972، 50853.

مع أنه ينبغي لقارئ القرآن أن يجتهد ما استطاع في تفهم القرآن وتدبره عند قراءته.

قال النووي -رحمه الله- في التبيان: فإذا شرع في القراءة، فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر، وأشهر وأظهر من أن تذكر، فهو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب. قال الله عزّ وجلّ: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ [النساء:82]، وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ص:29].
والأحاديث فيه كثيرة، وأقاويل السلف فيه مشهورة، وقد بات جماعة من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها، ويرددونها إلى الصباح، وقد صعق جماعة من السلف عند القراءة، ومات جماعة حال القراءة
... إلى آخر كلامه -رحمه الله-. 

فعلى الأخ السائل أن يجاهد نفسه ما استطاع على تدبر القرآن وفهم معانيه، ومما يعينه على ذلك قراءة بعض التفاسير المختصرة المفيدة، كتفسير ابن كثير وتفسير العلامة عبد الرحمن السعدي -رحم الله الجميع-. 

والله أعلم.

www.islamweb.net