الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلتِه من الاغتسال بعد تحقق الجفاف صحيح ومجزئ، ولا يلزمكِ إعادة الغسل بسبب نزول تلك الإفرازات بعده؛ لحديث أم عطية -رضي الله عنها-: كنّا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئًا. رواه أبو داود. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 120275.
وأمّا بالنسبة للكدرة التي رأيتِها في اليوم التاسع بعد مضي زمن العادة لديكِ (ثمانية أيام)، فإن كانت قبل رؤية علامة الطهر، فإنها تُعدّ من الحيض، فما فعلتِه من الانتظار حتى يتحقق الطهر صحيح؛ لما رواه مالك في الموطأ عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان النساء يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف، فيه الصفرة من دم الحيضة، يسألنها عن الصلاة. فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء، تريد بذلك الطهر من الحيضة.
وأمّا إن كانت نازلة بعد ظهور العلامة التي تعرفين بها الطهر (الجفاف التام) ولو لساعتين ونحو ذلك، فلا تُعتبر من الحيض، ولا يلزمكِ الانتظار إلى نهاية اليوم، بل متى رأيتِ علامة الطهر، فقد طهرتِ ووجب عليك الاغتسال. وللفائدة تراجع الفتوى: 117502.
والله أعلم.