شذوذ الأخ مع أخته.. داء له دواء

20-12-2004 | إسلام ويب

السؤال:
لي زميلة تمارس الشذوذ الجنسي مع أخيها منذ سن العشر سنوات وهي الآن في السنة الأخيرة من التعليم الجامعي وتريد التوبة ولكن أخاها يجبرها على ممارسة الرذيلة معه، فماذا تفعل لكي تتخلص من هذا الإثم ؟ وما واجبي الشرعي نحوها؟وشكر الله لكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يقع بين هذا الشاب وأخته كبيرة من الكبائر، فإن إتيان المرأة في دبرها زنا، وانظري الفتوى رقم:37894. وإن كان الزنا ذنباً غليظاً ومحرماً ـ فإن الزنا بين المحارم أشد تحريماً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. رواه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه. وقال ابن حجر في ( الزواجر عن اقتراف الكبائر) : وأعظم الزنا على الإطلاق زنا المحارم. اهـ. وذلك لأن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه والذود عنه ـ لا أن يكون هو أول الهاتكين له !! وانظري للأهمية الفتويين:  2376 ،  16574 . وعلى هذا، فالواجب على هذين ترك هذا الفعل المحرم فوراً والمسارعة إلى التوبة إلى الله قبل أن يدهمهما الموت وهما مصران على هذه المعصية. وانظري شروط التوبة النصوح في الفتويين:  9694 ، 5450. وعلى هذه الفتاة أن تصد أخاها بكافة أنواع الصد، وتستخدم ضده كل أنواع التهديد، ومنها تهديده برفع أمره إلى أولياء أمورها. وعليها كذلك أن تعامله معاملة الأجانب من الرجال، فتحتجب منه بخمارها فلا يرى شيئاً من بدنها، وتجتنب الاختلاء به في البيت وحدهما، وأن لا تنام معه في غرفة واحدة. وأن تستعيذ بالله من شره وبلائه، وأن تدعو الله ضارعة أن يقبل توبتها ويغفر ذنبها وأن يقوي إيمانها وأن يعينها على صده ودفعه، وأن يرزقها العفاف، وأن يرزقها الزوج الصالح الذي تقر به عينها ويحفظ لها عرضها. وعليها كذلك أن تكثر من الأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود: 114}. وعليها أن تلتمس الصحبة الصالحة من الأخوات المتمسكات بالدين، فإنهن خير معين بعد الله على ثباتها على طريق الهداية، فتشترك معهن في تعلم العلم النافع، وتصحيح قراءة القرآن، فتحيا بذلك حياة جديدة غير حياتها الأولى. وكما ننصحها بالإكثار من ذكر الله وخاصة أذكار الصباح والمساء، وهي موجودة في كتاب (حصن المسلم) وأن تكثر من قراءة القرآن بتدبر، وأن تستمع إلى أشرطة المحاضرات الإسلامية.

وأما ماضيها الأليم فلا تخبر به أحداً، ولتتشح بستر الله عليها، قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. ولتحمد الله على أن بصرها إلى طريق الحق قبل فوات الأوان. وبشريها بأنها إذا تابت توبة نصوحاً ـ فإن الله يقبل توبتها ويمحو عنها ذنوبها، قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة: 104}. وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. بل إن التائب يبدل الله سيئاته حسنات، قال تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان: 68ـ70}.

هذا، وإن الواجب عليك أن تطليعها على هذه الفتوى، وعلى الفتاوى المتفرعة عنها والتي أحلنا عليها، وأن تعينيها على الثبات على طريقها الجديد، وأن تتابعي تطبيقها للنصائح التي وجهناها إليها. وعليك كذلك أن تستري عليها فلا تخبري أحداً بأمرها أبداً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.

والله أعلم.

www.islamweb.net