الاكتئاب هو ثمرة البعد عن الله نعالى

21-2-2005 | إسلام ويب

السؤال:
أنا إنسانة على قدر كبير من الجمال ومتعلمة ومن أسرة عريقة ولكن لم يحالفني القدر في الاختيار المناسب لشريك حياتى وأسفرت حياتى الزوجية عن طفلة أنا أعتبر أني لم أعش حياة زوجية كما كنت أتمنى حيث الاستقرار والحب والمودة أنا الآن أعانى من يأس وإحباط شديد حيث أريد الأستقرار لي ولابنتي ولكني أدركت أني أبحث عن سراب مما يزيد من إحباطي واكتئابي أنا لا أصلى باستمرار برغم أني أدرك أهمية الصلاة وأنا لست راضية عن نفسي فيما يخص هذه النقطة ولكن إحباطي الشديد ويأسي يزيداني عناداً فأنا أقول دائماَ (عندما أستقر نفسياَ ستتحسن أمورى الدينية) وها أنا ذا تمر بي الأعوام وأنا كما أنا أرجو منك النصيحة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أن ما أنت فيه من القلق والاكتئاب وعدم الاستقرار النفسي هو ثمرة للبعد عن الله، فإن الحياة بغير الله سراب!! قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى: 30}.

فسارعي بالتوبة إلى الله من قبل أن يدهمك الموت وأنت مفرطة في جنبه تعالى، قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النــور: 31}.

وأد ما عليك من الواجبات، ومنها الحجاب الشرعي وإقامة الصلاة، واعلمي أن تارك الصلاة تكاسلاً قد اختلف العلماء في حكمه، فمنهم من قال يكفر، ومنهم من قال لا يكفر، ولكنه مرتكب ذنباً من أعظم الذنوب، أفترضين أن يختلف العلماء فيك هل أنت مسلمة أم لا؟ وانظري عقوبة تارك الصلاة في الفتوى رقم: 6061.

فاحذري نفسك الأمارة بالسوء، واجتنبي ما يسخط الله، فإن الموت قريب ويأتي فجأة، وحينئذ لا ينفع الندم، فالتوبة واجبة على الفور باتفاق الفقهاء، وتأخيرها معصية مضافة إلى المعاصي الأولى.

قال الإمام العز بن عبد السلام: والتوبة واجبة على الفور، فمن أخرها زماناً صار عاصياً بتأخيرها، وكذلك يتكرر عصيانه بتكرار الأزمنة المتسعة لها، فيحتاج إلى توبة من تأخيرها، وهذا جار في تأخير كل ما يجب تقديمه من الطاعات. اهـ

وانظري شروط التوبة النصوح في الفتاوى رقم: 9694، 5450، 29785.

وتقربي إلى الله بما استطعت من الطاعات والنوافل، ومن ذلك قراءة القرآن بتدبر وحضور قلب، فإنه شفاء لما في صدرك من القلق والاكتئاب، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء: 82}.

وأكثري من ذكر الله في كل وقت وخاصة الأذكار التي تقال في الصباح والمساء، وعند النوم، ودبر الصلوات ونحو ذلك، وتجدينها مجموعة في كتاب: حصن المسلم، ونحوه من كتب الأذكار.

وأسألي الله أن يشرح صدرك، وينور قلبك، ويلهمك رشدك، ويكفيك شر نفسك، وتحيني في دعواتك أوقات الإجابة الشريفة، والتزمي آداب الدعاء. وانظري طائفة من ذلك في الفتاوى: 11571، 2395، 17449، 32655.

وننصحك بصحبة الأخوات الصالحات، ففتشي عنهن، واعبدي الله معهن، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

وأكثري من سماع الأشرطة الدينية، ومن ذلك (توبة صادقة) للشيخ سعد البريك، و(اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، و(على الطريق) للشيخ علي القرني، وتجدينها على موقع طريق الإسلام islamway.com على الإنترنت.

واحذري من تقنيط الشيطان لك من رحمة الله، وانظري الفتويين التاليتين: 17160، 57184.

وانظري طائفة من وسائل تقوية الإيمان في الفتويين التاليتين: 10800، 6603.

والله أعلم.

www.islamweb.net