الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالضمير في آية الأنبياء فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا عائد على مريم والمراد جيب درعها وهو قول عامة المفسرين، وأما الضمير في آية التحريم فَنَفَخْنَا فِيه مِنْ رُوحِنَا فيعود إلى الدرع أيضا في قول الأكثرين، وقيل عائد إلى الحمل وهو عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. قال الألوسي في روح المعاني: فَنَفَخْنَا فِيه: النافخ رسوله تعالى، وهو جبريل عليه السلام، فالإسناد مجازي، وقيل الكلام على حذف مضاف، أي فنفخ رسولنا وضمير فيه للفرج واشتهر أن جبريل عليه السلام نفخ في جيبها فوصل أثر ذلك إلى الفرج، وروي ذلك عن قتادة وقال الفراء: ذكر المفسرون أن الفرج جيب درعها وهو محتمل، لأن الفرج معناه في اللغة كل فرجة بين الشيئين، وموضع جيب درع المرأة مشقوق فهو فرج.. وجوز في ضمير فيه رجوعه إلى الحمل وهو عيسى عليه السلام المشعر به الكلام وقرأ عبد الله "فيها" كما في الأنبياء فالضمير لمريم، والإضافة في قوله تعالى مِنْ رُوحِنَا للتشريف، والمراد من روح خلقنا. اهـ.
والله أعلم.