هل يقبل صيام تارك الصلاة كسلاً

31-1-2001 | إسلام ويب

السؤال:
هل يقبل صيام الذي لايصلي؟ وهل يقبل صيام الذي يصلي في رمضان فقط ثم يقطع الصلاة بعد رمضان؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

‏ فإن من أعظم المصائب التي يبتلى بها كثير من الخلق ترك الصلاة، وقد أخرج مالك عن نافع أن عمر ‏بن الخطاب كتب إلى عماله :  إن أهم أموركم عندي الصلاة، من حفظها أو حافظ عليها،حفظ ‏دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وكيف يهنأ من يترك الصلاة! وهي عماد الدين، وهي ‏الفارقة ببن الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بين الرجل وبين الكفر ‏‎-‎أو ‏الشرك - ترك الصلاة  أخرجه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  العهد الذي بيننا وبينهم ‏الصلاة ، فمن تركها فقد كفر رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال: حسن صحيح، ‏وابن ماجه ، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال عمر بن الخطاب ‏‎-‎‏ رضي الله عنه- : لا حظ في ‏الإسلام لمن ترك الصلاة، وقال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ‏يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة . وعن ابن عباس ‏‎ -‎رضي الله عنهما ‏‎-‎‏ قال : من ترك ‏الصلاة فقد كفر  رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة، والمنذري عنهما في الترغيب والترهيب (1/439)، ‏ولاريب أن العلماء متفقون على كفر من ترك الصلاة جحوداً لوجوبها، واختلفوا فيمن أقر بوجوبها ثم تركها ‏تكاسلاً، فذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يكفر، ولا يقتل، لكنه يحبس حتى يصلي أو يموت. وذهب المالكية والشافعية إلى ‏أنه لا يكفر، ولكن يستتاب، فإن تاب وصلى ترك، وإلا قتل حداً، والمشهورمن مذهب أحمد أنه يكفر إذا دعي إلى فعلها فأبى حتى تضايق وقت الثانية، ويقتل ردة، وهذا الرأي ‏منقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم، وتدل عليه ظواهر بعض النصوص الصحيحة.
‏ ويترتب على ما تقدم الحكم بقبول صيام من لا يصلي من عدمه، فمن قال بأن تارك الصلاة تكاسلاً ‏لايكفر قال بأن الصيام صحيح ومقبول أي مجزئ، سواء صام رمضان مصلياً ثم ترك الصلاة بعد رمضان، أو كان ‏لا يصلي أصلاً.‏
‏ ومن قال بأنه كافر مرتد قال بحبوط عمله، ورأى أنه لا ينفعه صيام ولا غيره مع تركه للصلاة، ومن ‏هنا فإننا ننصح السائل وغيره ممن لا يصلي بالمواظبة على الصلاة والمحافظة عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم : أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود، والنسائي . والله أعلم. ‏

www.islamweb.net