كيف يعالج الإسلام المشاكل الجنسية

27-2-2001 | إسلام ويب

السؤال:
سألني صديق مهتم بالإسلام عن ماهو الحل الإسلامي لمشكلة الشذوذ الجنسي المنتشر في أوربا وأمريكا في الفترة الأخيرة؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن علاج هذه المشكلة وغيرها في تلك المجتمعات، بل في جميع المجتمعات لا يمكن أن ‏يكون علاجاً منفصلاً عن علاج النظام الاجتماعي الذي يسود تلك البلدان، هذه المشكلة ‏وغيرها نظام اجتماعي منحرف فلابد من النظرة الشاملة في العلاج، وذلك بسد الطرق ‏ومنع الوسائل المفضية إلى تلك المشاكل والمصائب، فكيف يتأتى العلاج لهذه المشكلة في ‏مجتمعات تتبنى وتحتفي بالوسائل الموصولة إليها؟ مثل تبرج وسفور النساء، واختلاط ‏الرجال بهن، ورعاية الإعلام الماجن، وانعدام أواصر الأسرة، وغياب القيم والأخلاق ‏والسلوك الحميد، وغيرها من المفاسد. ‏
فأولاً لابد من تجفيف منابع الفساد. فالله سبحانه إذا حرم شيئاً حرم كل طريق ووسيلة ‏تفضي وتؤدي إليه، تحقيقاً لتحريمه، وتثبثتاً ومنعاً أن يرعى حماه. ولو أباح الوسائل ‏والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم وإغراء للنفوس به، وحكمة الله وعلمه تمنع ‏ذلك. ولذا جاء الإسلام موافقاً للفطرة، فسمح بقضاء الشهوة لكنه لم يفلت زمامها، بل ‏هذبها وأرشدها إلى ما يحفظها سوية معتدلة وفق حدود حدها وشرائع بينها.‏
أما أولئك الذين أفلتوا الزمام لشهواتهم وتركوها تسرح في كل واد، وملؤوا مجتمعاتهم ‏بكل مثير، وجعلوا دفعات الدم تستثار في كل لحظة فإنهم وصلوا إلى حد طاشت فيه ‏غرائزهم، وجنت شهواتهم فلم تشبع ولم تمتلئ بما كانت تعرف، فلجئوا يبحثون عما ‏يشبعها فوقعوا في الشذوذ، ولم يجدوا فيه بغيتهم، بل زادهم انتكاساً وبؤساً، ومن ثم ‏أخذوا يهربون عن نطاق حياتهم فلجئوا إلى المخدرات وغيرها من المسكرات، بل وصل ‏بهم الحال إلى البحث عن الموت وما وسائل الانتحار المنتشرة في تلك البلاد إلا شاهد على ‏ذلك، وكل هذا بسبب انحراف تلك المجتمعات عن منهج الله، وصدق الله حيث يقول: ( ‏والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكلوا الأنعام والنار مثوى لهم) [محمد:12] فلا ‏خلاص من هذه المشكلة ولا علاج لها ولغيرها من مشكلات المجتمعات إلا بالعودة إلى ‏منهج الله، والدخول في دينه، وذلك يكون ببيان مفاسد وأخطاء تلك النظم الفاسدة التي ‏يخضعون لها، مع بيان مزايا وخصال النظام الاجتماعي الإسلامي، وتقديم الإسلام الصحيح ‏بحكمة وعلم، فإذا غرست وجدوا تقوى الله والخوف من عذابه في نفس الإنسان، وعرف ‏أنه سيلقى ربه ويحاسبه على عمله صغيراً أو كبيراً، وأنه مأمور بحفظ فرجه وبصره عن ‏الحرام، ومأمور بتأسيس أسرة قائمة على التقوى وحفظ النسل والحرث، وعرف الأمراض ‏والمعضلات المترتبة على هذا الانحراف، امتلأت حياته بحب الخير، والدعوة إليه ونشره، ‏وحمل الناس عليه، وحينئذ فإن مثل هذه السلوكيات المنحرفة لاشك أنها لن تجد إلى نفسه ‏سبيلاً، ولن تجد لها في المجتمع سوقاً.‏
والله أعلم.‏
‏ ‏

www.islamweb.net