جمع الأخت الصدقات لأختها الأرملة أم الأيتام

9-4-2006 | إسلام ويب

السؤال:
يعطيكم الله الصحة والعافية، سؤالي هو: أنا أرملة ولي بنتان وأعيش مع أمي وبناتي في مدينة غير مدينتي في بيت استئجار وأعمل موظفة وبراتب بسيط جداً قررت شراء شقة لي في مدينتي والانتقال هناك ولكن الشقة على أقساط وتكلف ملايين الريالات اليمنية بالرغم من أنها ليست كبيرة، ولكن ظروف الغلاء في بلادي هي السبب، المهم بعت ما فوقي وتسلفت وتدينت حتى أسدد قيمة الشقة وقد ساعدتني أختي وزوجها التي تعيش في بلد خليجي هي وعائلتها وجزاها الله عنا كل الخير، ومع هذا كله فلم نستطع إكمال أقساط الشقة فاضطرت أختي أن تفتح باب المساعدة من جيرانها ومعارفها في هذه البلدة الخليجية وفعلاً أهل الخير ما قصروا وساعدونا وهذا الموضوع له أكثر من عام، ولكن أختي لم تقل لأهل الخير أن هذا البيت لوالدتها المسكينة ولأختها الأرملة الذي تعول ابنتين ولكن قالت لهم: هو لأم أيتام وما كذبت ففعلاً نحن أيتام ولكن لم تقل هؤلاء الأيتام أهلها وليس ذلك لأنها تستعر منا لا والله فجزاها الله خيرا هي وزوجها وأولادها لأنهم واقفون معنا منذ سنين ولو الناس كلها تخلت عنا هي ما تتخلى عنا إن شاء الله، المهم فبعد ما جمعت ما تيسر من أهل الخير فللأسف بعض النساء اتهموها بأنها تنصب عليهم وأن لا يوجد بيت للأيتام بالرغم وربنا أعلم أن أختي وأسرتها متدينون وملتزمون ما شاء الله تبارك الله ويحبون فعل الخير مع البعيد قبل القريب، المهم فتوقفت أختي عن باب التبرع لاستكمال أقساط شقتنا باستثناء ثلاث عائلات كانوا مستمرين في فعل الخير، علماً بأن أختي أعلنت بأن أم الأيتام قد استكملت قيمة الشقة للأيتام وأنهم صاروا يسكنون حالياً فيها، ولكن هؤلاء العائلات كانوا يعطون أختي الفلوس ويقولون لها: اشتري لأم الأيتام أغراضا ومرة اشتري لهم ملابس ومره اشتري لهم طعاما، المهم كانت جزاها الله خير ترسل لنا هذه الفلوس لاستكمال أقساط الشقة، فالسؤال هنا: هل تعتبر أختي ونحن آثمين لأنها تأخذ الفلوس وترسلها لنا, كي نسدد قيمة الشقة دون أن تنفذ ما طلبوه منها أهل الخير، وما حكم الشرع في ذلك، أفيدونا جزاكم الله عنا كل الخير ونحن في انتظار ردكم ويا ليت يكون في أسرع وقت ممكن وسامحونا لأننا نعيش في قلق من الخوف في أن نقع في الإثم، ولا أخفيكم نحن للآن لم نستكمل قيمة الشقة والله على ما أقول شهيد؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما قامت به أختك تجاهك يعد من الأعمال الخيرة التي تثاب عليها إن شاء الله تعالى, فإنه إذا كان الإحسان إلى البعيد قربة عظيمة فالإحسان إلى القريب بله الأم والأخت أعظم القربات، وفي الحديث: الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة. رواه الترمذي وحسنه، هذا ولا يلزم أختك أن تخبر المتبرعين بعلاقتها بك لأن هذا لا يؤثر، فالمتصدق تصدق على أرملة وأيتام محتاجين ولا يعنيه أسماءهم أو علاقتهم بمن يجمع الصدقات لهم، بعكس ما لو تصدق على فلان بن فلان فهنا يجب الصرف إلى من حدده المتبرع، كما لا حرج إن شاء الله تعالى من صرف المال الذي يدفعه المحسنون لشراء طعام أو ثياب أو أغراض أخرى في تسديد ثمن الشقة لأن هذا أيضاً من الأغراض بل هو أهم أغراض المتصدق عليه، وحتى يرتفع الحرج من قلوبكم اطلبي من أختك أن تُعلم المحسنين أنها تقوم بإرسال ما يتصدقون به إلى أم الأيتام لتنفقه في حاجاتها بدون تحديد وبهذا لا يبقى في قلوبكم شيء من هذه المسألة.

والله أعلم.

www.islamweb.net