تفسير قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)

25-3-2001 | إسلام ويب

السؤال:
نحن نعرف أن من المسلمين من هو مقتصد وسابق بالخيرات وظالم لنفسه، أرجو إعطائي خمس آيات كريمة خاطبت كل قسم منهم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد قسم الله -سبحانه وتعالى- المسلمين إلى ثلاثة أصناف في سورة فاطر فقال: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {فاطر: 32}، وقبل الحديث عن هؤلاء الأصناف، لا بد ‏من بيان المقصود بهم: فالظالم لنفسه هو: المفرط في فعل بعض الواجبات، المرتكب لبعض ‏المحرمات.

والمقتصد هو: المؤدي للواجبات التارك للمحرمات، وقد يترك بعض ‏المستحبات.

والسابق بالخيرات هو: الفاعل للواجبات والمستحبات، التارك للمحرمات ‏والمكروهات وبعض المباحات.‏ ذكره ابن كثير في التفسير (3/726).

قال ابن عباس ‎-رضي الله عنهما- هم أمة ‏محمد صلى الله عليه وسلم، فظالمهم يغفر له، مقتصدهم يحاسب حساباً يسيراً، وسابقهم ‏يدخل الجنة بغير حساب.‏

لكن قد جاء عن مجاهد أنه قال: (فمنهم ظالم لنفسه) أي أصحاب المشأمة. (الشمال).

‏وقال مالك عن زيد بن أسلم والحسن وقتادة: هو المنافق، لكن قال ابن كثير: (قال ابن ‏عباس والحسن وقتادة: وهذه الأقسام الثلاثة، كالأقسام الثلاثة المذكورة في أول سورة ‏الواقعة وآخرها، والصحيح أن الظالم لنفسه من هذه الأمة، وهذا اختيار ابن جرير، كما ‏هو ظاهر الآية، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طرق ‏يشد بعضها بعضاً). اهـ.

ومن العلماء من قال: الظالم لنفسه هو: الذي خلط عملاً صالحاً وآخر ‏سيئاً، كما في قوله تعالى: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {التوبة: 102}.

وعلى أية حال؛ فما دام أنك عرفت المقصود بكل صنف من هذه الأصناف الثلاثة، ‏فيمكنك إن شاء الله تتبع الآيات أو الأحاديث النبوية التي تخاطب كل صنف.

والله أعلم.

www.islamweb.net