الجائزة قمار وتصرف في وجوه الخير

28-8-2006 | إسلام ويب

السؤال:
شاركت في مسابقة قامت بها إحدى الصحف أثناء كأس العالم لكرة القدم. طبيعتها كالتالي: تشكيل فريق مكون من عشرة لاعبين من بين اللاعبين ال 736 المشاركين في كأس العالم عن طريق إرسال رسائل sms (خلوية)، حيث يكلف تشكيل الفريق الواحد ما يقارب 2 دولار. إذا أحرز أي لاعب ممن اخترتهم في فريقي هدفاً، أكسب نقاطا ، و من يجمع فريقه أكبر عدد من النقاط في نهاية البطولة يربح سيارة. يستطيع أي مشارك أن يشارك بالعدد الذي يريده من الفرق، ولكن كل فريق يجمع نقاطه المستقلة عن نقاط الفرق الأخرى التي شارك بها، أي أنه إذا شاركت بأربعة فرق في البطولة لا تجمع نقاطها معاً، و إنما أربح السيارة إذا جمع أحد هذه الفرق الأربعة أعلى نقاط من بين جميع الفرق المشاركة.
كان هنالك خيار آخر في المسابقة، وهو أني أستطيع أن أجري تبديلات على اللاعبين الذين اخترتهم في فريقي في أي وقت أريد و بالعدد الذي أريد مع احتفاظي بالنقاط التي جمعتها من اللاعبين المستبدلين. و كان كل تبديل أجريه يكلف ما يقارب 0.8 دولار.
كان المشاركون في هذه المسابقة أنواع: أناس يشاركون بفريق واحد في البطولة ومن دون تبديلات و هم الأكثرية. وأناس يشاركون بأكثر من فريق في البطولة بحيث إذا لم يجمعوا نقاطاً من فريق س، فلربما يجمعون نقاطاً من الفريق ص أو ع مثلاً، مع التذكير بأن كل فريق نقاطه على حدة ولا تجمع مع نقاط الفرق الأخرى التي شارك فيها المشارك نفسه.
فكان لا بد لي من طريقة أحاول أن أجمع من خلالها معظم النقاط الممكنة من جميع الأهداف التي يسجلها جميع اللاعبين في البطولة. كيف كان ذلك؟
كان ذلك من خلال أن أدخل البطولة بفريق واحد أقوم بتبديل جميع لاعبيه بين كل مباراة وأخرى، فمثلاً دخلت المباراة الأولى بفريق مكون من عشرة لاعبين من اللاعبين العشرين المشاركين في المباراة الأولى (مع عدم احتساب حراس المرمى)، حتى أضمن معظم النقاط التي ممكن أن تجمع من المباراة الأولى. ومع نهاية المباراة أقوم باستبدال اللاعبين العشرة بعشرة آخرين ممن سيشاركون في المباراة التي تليها بحيث أجمع أكبر عدد من النقاط يمكن جمعه من المباراة الثانية تضاف إلى ما جمعته في المباراة الأولى. ثم استبدلهم و هكذا دواليك.
كان عدد الذين يفكرون بهذه الطريقة لا يتجاوز الخمسة عشر فريقاً من بين 3820 فريق شاركوا في المسابقة.
أضف إلى ذلك أنني قمت بعمل أبحاث لمدة شهرين عن جميع اللاعبين المشاركين في البطولة، و قدراتهم التهديفية، و هدافي الفرق، كلها ساعدتني في اختيار التبديلات المناسبة والتشكيلات التي تؤدي إلى تجميع أكبر عدد من النقاط.
ثم إنني لم أكتف بالتبديلات بين المباريات فقط وإنما خلالها . بحيث إذا قام مدرب أحد الفرق باستبدال لاعب ممن هو ضمن تشكيلتي أثناء المباراة، كنت أقوم باستبداله فوراً لكي أضمن النقاط التي يمكن أن أحصل عليها في حال سجل اللاعب البديل (الجديد) هدفاً. ولم يكن أحد يقوم بهذه الطريقة إلا القليل كما ذكرت سابقاً.
كلفتني هذه المسابقة ما يعادل 700 دولار و كانت النتيجة أني ربحت سيارة قيمتها 42000 دولار.
السؤال هل هي حرام؟ أم هل أنني بذلت جميع الأسباب لربحها ؟ وإن كانت حراما ماذا أفعل؟ و لماذا هي حرام؟ و هل إذا كانت حراما و تبرعت بثمنها ، هل أكسب ثوابا عن التبرع أم أبعد الحرام عني فقط؟ أرجو أن يشفي الجواب غليلي و بارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لك هذا العناء والتعب في الباطل والميسر الذي حرمه الله تعالى بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}

والميسر لا يخلو فيه أحد الطرفين أو الأطراف من غنم أو غرم، فأنت في هذه المسابقة لو لم تغنم السيارة غرمت السبعمائة الدولار التي بذلتها في الاتصالات بخصوص المسابقة، وبالتالي فالمسابقة قمار ولا ريب.

وعليه، الواجب عليك أن تتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحا.

وأما الجائزة التي حصلتها عليها فهي مال خبيث يجب عليك صرفه في وجوه الخير ومصالح المسلمين فتباع هذه السيارة وتنفق قيمتها في تلك الوجوه، أو تدفع هذه السيارة لينتفع بها في وجوه الخير كدور الأيتام والمستشفيات، هذا وإنفاقك هذا المال لا يعد من باب الصدقة لأنه ليس ملكا لك ولا اكتسبته من وجه  شرعي، وبالتالي، لا تؤجر عليه أجر الصدقة، وإن كنت تؤجر على التوبة منه، وتجنب الحرام من أجل أنه حرام يثاب عليه.

والله أعلم.

www.islamweb.net