حكم قبول الموظف الهدية دون طلب منه

26-5-2001 | إسلام ويب

السؤال:
موظف تتطلب طبيعة عمله كثرة الانتقال بالمواصلات وتوفيرالأدوات اللازمة لأداء عمله و أحيانا العمل أكثر من مواعيد العمل الرسمية وذلك دون مقابل إضافى من جهة العمل الحكومية، والأعمال المطلوبة هى أعمال خدمية تتطلب التعامل مع المواطنين وأداء مصالحهم وأحيانا يتم تقديم بعض المبالغ المالية منهم رغم عدم طلبها أو اشتراط تقديمها مقابل أداء الخدمة فما حكم أخذ هذه الأموال؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلا يجوز لهذا الموظف أن يقبل ما يعطيه له من يتعامل معهم، لأنه لولا الوظيفة التي يشغلها ‏هذا الموظف لما أهدي إليه شيء، ولما أعطي أي مبلغ من المال.‏
وقد بوب الإمام البخاري باباً فقال: ( باب من لم يقبل الهدية لعلة. وقال عمر بن عبد ‏العزيز: كانت الهدية في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، واليوم رشوة).‏
وفي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل النبي صلى الله عليه ‏وسلم رجلاً من الأزد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا ‏أهدي لي. فقام النبي صلى الله عليه وسلم وتكلم، وكان مما قال: فهلا جلس في بيت أبيه، ‏أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا"؟.‏
ويتأكد ذلك في حق كل من تكون وظيفته التعامل مع الجماهير، لأن قبوله تلك الهدايا ‏والعطايا علة قوية في استمالته إلى من أهدى إليه، وتقصيره في حق من لم يعطه شيئاً.‏
ولو كان يعلم من نفسه أنه لن يستمال -وهو صعب التحقق- بهذا المال، فلا يحق له أيضاً ‏أن يأخذه لأنه مال في غير عوض، سببه وجود هذا الموظف في وظيفته تلك.‏
وهذا من أكل أموال الناس بالباطل. قال تعالى: ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ‏وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )[البقرة:188].‏
وكون الموظف يعمل ساعات إضافية دون مقابل لا يكون مسوغاً لقبوله تلك الهدايا ، لأن ‏ساعات العمل الإضافية حقه على صاحب العمل، فله أن يتفق معه على أجرها، أو تطيب ‏نفسه بها دون مقابل. أما حق من يتعامل معهم فهو أن يؤدي عمله لهم على أكمل وجه ‏دون مقابل منهم.‏
والله أعلم.‏

www.islamweb.net