العاقل يطوي صفحة الماضي ويجدد صلته بربه

21-5-2007 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة أدرس بكالريوس في إحدى الجامعات الخاصة وتعرفت على أحد زملائي بسبب مساعدة طلبتها منه عن طريق النت في إحدى المواد الدراسية ولكنه لم يساعدني عن طريق النت ورآني وبدأ بمراسلتي وأنا بدوري استجبت في بادئ الأمر إلى أسئلته المتعلقة بالدراسة ولكن بدأ يتطور بالحديث ويتطرق إلى مواضيع أخرى خارجة عن أمور الدراسة وأنا والله شاهد علي لم أتحدث مع أي شاب طوال عمري ولكن تطور الأمر إلى أشياء أخجل من التحدث عنها بعد محاولات منه.
وبعد سنة تقريبا قال إنه خاطب بنت عمه وسوف يتزوجها وأنه كان بوده أننا نتزوج ولكنه عقد قرانه بها قبل معرفتي به وأنه صاحب كلمة واحدة ولا يستطيع أن يتخلى عن كلمته وللعلم أنه وعدني بالزواج ولكنه أخلف بوعده وأنكر واتهمني بالكذب وبدأ تهدئتي بأنه لن يتخلى عني بعد الزواج وأنا بدوري صدقته
ولكنه تغير كثيرا وبدأ بسبي كثيرا وإهانتي وعندما أبتعد عنه يقول إنه تعود علي وهذا من باب الميانة
والان بعد زواجة بيوم واحد قال إنه الآن متزوج ولا يمكن أن تستمر علاقتنا وطلب مني الابتعاد
وأنا الآن في حالات انهيار لدرجة أنني لا استطيع السيطرة على تصرفاتي لقد ترجيته كثيرا أن لا يدمرني ولكن هيهات
أنني أضيع ولا أعرف ماذا أفعل إن أكبر هم أشعر به أنني صدقته وانجرفت وراءه وأنا الفتاة العاقلة والمؤدبة
وإني كلما أتذكر كيف تنازلت له أكاد أموت من حزني وألمي وبكائي
أريد الستر لا أريد الضياع لا أريد أن أتزوج شخصا لم يهني وأنا بدوري أجلس معه وأنا أعرف أنني خائنة وأن لي ماضيا الله عالم به
أريد أن أسترد كرامتي التي سلبت مني... أريد أن يعرف هذا الشاب أنه لعب ببنات الناس وعليه أن يصحح خطأه
ماذا أفعل لكي أجتاز هذه المرحلة وأنا على أبواب امتحانات نهاية الفصل ولا أريد الرسوب وأشعر أنني فقدت أيضا معدلي المرتفع وثقتي بنفسي.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا من هذه العلاقة الآثمة، وتقطعي كل اتصال بذلك الرجل، وقد بينا شروط التوبة الصادقة في الفتويين رقم: 1909، 5091

ثم اعلمي أنه ينبغي لك تناسي ماكان، وطي تلك الصفحة بمآسيها، وابدئي علاقة جديدة مع ربك ومع الناس، واستتري بستر الله عليك، ولاتفضحي نفسك لخاطب ولا لغيره، كما قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم والبيهقي، وصححه السيوطي، وحسنه العراقي. وقال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من ‏المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يافلان عملت ‏البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري.

وهذه السوابق لا تؤثر إن صلح حالك وخلصت نيتك وصدقت توبتك، وليس فيها خيانة لزوج يتقدم إليك، فكل إنسان له أخطاء، ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، والحاكم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فطوبى لعبد اعترف بذنبه، ورجع إلى ربه نادماً متحسراً، يواصل الاستغفار والطاعة والعبادة وقراءة القرآن وذكر الله. فذلك شأن المؤمن المقصر حتى يرغم الشيطان ويرضي الملك الديان. روى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. حسنه ابن حجر.

وبذلك تسترد الكرامة وتصلح الحال والمآل، فعضي عليه بالنواجذ، واعملي به تسعدي وتفلحي، ودعي الفتى وشأنه، سيجازيه ربه على عمله، ويسأله عنه، ومتابعتك له قد تفضح أمرك، وتشيع خبرك. فالزمي ما ذكرنا من الستر على نفسك والتوبة النصوح عما بدر منك: 60840، 1732، 296، 52733، 2523.  

والله أعلم.

www.islamweb.net