مذاهب العلماء فيمن لم ينو الجمع إلا بعد سلام الأولى

11-6-2007 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم الجمع إذا لم أنوه إلا بعد صلاة المغرب وبعد أذكار الصلاة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجزئ جمع العشاء مع المغرب لمن لم ينو الجمع إلا بعد السلام من صلاة المغرب والإتيان بالأذكار المأثورة بعدها على ما رجحه جمهور أهل العلم، فالشافعية يشترطون لصحة الجمع حصول نيته قبل السلام من الصلاة الأولى، ففي كتاب الأم للإمام الشافعي: (قال الشافعي) ولو صلى الظهر ولا ينوي أن يجمع بينها وبين العصر فلما أكمل الظهر، أو كان وقتها كانت له نية في أن يجمع بينهما كان ذلك له، لأنه إذا كان له أن ينوي ذلك على الابتداء كان له أن يحدث فيه نية في الوقت الذي يجوز له فيه الجمع ولو انصرف من الظهر، وانصرافه أن يسلم ولم ينو قبلها ولا مع انصرافه الجمع ثم أراد الجمع لم يكن له، لأنه لا يقال له إذا انصرف جامع وإنما يقال هو مصل صلاة انفراد فلا يكون له أن يصلي صلاة قبل وقتها إلا صلاة جمع لا صلاة انفراد. انتهى.

كما أن الحنابلة يقولون باشتراط وقوع نية الجمع عند إحرام الأولى أو في جزء منها قبل السلام، ففي الإنصاف للمرداوي الحنبلي: الصحيح من المذهب: أنه يشترط أن يأتي بالنية عند إحرام الصلاة الأولى، وعليه أكثر الأصحاب (ويحتمل أن تجزئه النية قبل سلامها) وهو وجه، اختاره بعض الأصحاب، قال في المذهب: وفي وقت نية الجمع هذه وجهان، أصحهما: أنه ينوي الجمع في أي جزء من الصلاة الأولى، من حيث تكبيرة الإحرام إلى أن يسلم، وأطلقهما في المستوعب. انتهى.

والراجح عند المالكية وجوب وقوع نية الجمع عند الأولى، ففي شرح الدردير ممزوجاً بمختصر خليل المالكي: (ولا) يجوز الجمع (إن حدث السبب) من مطر أو سفر (بعد) الشروع في (الأولى) وأولى بعد الفراغ منها بناء على وجوب نية الجمع عند الأولى وهو الراجح. انتهى.

أما الحنفية فلا يبيحون الجمع لأي عذر من الأعذار من سفر أو مرض ونحوهما، كما تقدم في الفتوى رقم: 6846.

وعليه؛ فلا يجزئ الجمع في الحالة المذكورة في السؤال ومن فعله فيجب عليه إعادة صلاة العشاء لتقديمها قبل دخول وقتها.

والله أعلم.

www.islamweb.net