تفسير قوله تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة...)

15-8-2001 | إسلام ويب

السؤال:
تفسيير قوله تعالى 'فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ' تفسير مع الإطناب و جزاكم الله خيرا

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: ‏

فيقول تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك ‏وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) [فصلت: 26]‏
فقوله تعالى : (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) أي لا تستويان في الجزاء وحسن العاقبة ‏والحسنة: هي ما ترضي الله ويتقبلها، والسيئة: هي ما يكرهها الله ويعاقب عليها ( ‏ادفع بالتي هي أحسن) أي ادفع ورد السيئة حيث اعترضتك بالخصلة التي هي أحسن ‏منها ، وهي الحسنة ، كمقالة الغضب بالصبر، والجهل بالحلم ، والإساءة بالعفو ( فإذا ‏الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) الحميم الصديق ، أي إذا فعلت ذلك صار ‏عدوك كالصديق القريب في محبته ‏
وتفسير الآية وبيانها ، أن لا تساوي بين الفعلة الحسنة التي يرضى الله بها ويثيب عليها، ‏وبين الفعلة السيئة التي يكرهها الله ويعاقب عليها، والمداراة من الحسنة ، والغلظة من ‏السيئة، فادفع أيها المسلم من أساء إليك بالإحسان إليه من الكلام الطيب، ومقابلة ‏الإساءة بالإحسان ، والذنب بالعفو، والغضب بالصبر، والإغضاء عن الهفوات، ‏واحتمال المكروهات. قال عمر رضي الله عنه : ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن ‏تطيع الله فيه. ثم أبان الله تعالى نتيجة الإحسان وأثره البعيد فقال ( فإذا الذي بينك ‏وبينه عداوة كأنه ولي حميم) أي إنك إن فعلت ذلك فقابلت الإساءة بالإحسان، صار ‏العدو كالصديق وما أحسن هذه النتيجة أن يتحول الناس الأعداء أو الحساد إلى ‏أصدقاء، أو كالأقارب يستعان بهم عند المحنة ، بسبب الشفقة والإحسان . ‏
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند ‏الجهل ، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم ‏عدوهم كأنه ولي حميم.‏
والله أعلم

www.islamweb.net