القصر أم الإتمام أم الجماعة

23-8-2001 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم. سؤالي هو عندما أكون على سفر، أيهما أفضل أن أصلي قصرا في محل إقامتي أم الأفضل أن أصلي بدون قصر في المسجد مع الجماعة. أفيدونا يرحمكم الله.

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن كنت ستجد في محل إقامتك من تصلي معهم جماعة قصراً، فالأفضل لك أن تصلي في ‏محل إقامتك لتجمع بين فضل الصلاة في الجماعة، والأخذ بسنة القصر.‏
وإن لم تجد من تصلي معهم في محل إقامتك جماعة قصراً، ودار الأمر بين أن تصلي منفرداً ‏قصراً، وبين أن تصلي مع جماعة المسجد متماً، فالأفضل لك أن تصلي مع جماعة المسجد لتدرك فضل ‏الصلاة فيها، وإن فوت ذلك عليك أفضلية الأخذ بسنة القصر لأنها مختلف فيها، بينما ‏أفضلية صلاة الجماعة على صلاة المنفرد متفق عليها، فالمحافظة على ما هو متفق عليه أولى ‏من المحافظة على ما هو مختلف فيه. ومما يؤيد ما ذكرنا هو أن الصحابة كانوا يفدون على النبي صلى الله ‏عليه وسلم، ولا شك أن منهم من لم يكن يقيم معه مدة تقطع حكم السفر، ولم ينقل أن ‏أحداً منهم - حسب علمنا- كان يقصر، ولا يحضر الجماعة مع النبي صلى الله عليه ‏وسلم، بل المنقول هو خلاف ذلك.‏
أما إذا صليت منفرداً لعدم وجود الجماعة أصلاً، أو لعدم المقدرة على الوصول إليها، ‏فالأفضل لك القصر على الراجح، وبيان ذلك أن جمهور أهل العلم على أن للمسافر مدة ‏سفره أن يقصر الصلاة، وله أن يتمها، سواء كان في ذلك الوقت نازلاً، أو كان جاداً به ‏السير، واختلفوا في أيهما أفضل له، والراجح -إن شاء الله تعالى- أن القصر أفضل ‏لمداومة النبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في الصحيحين أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول : " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين وأبا بكر وعمر ‏وعثمان كذلك رضي الله عنهم .‏
ومن غير المعقول أن يداوم النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون على أمر ‏مفضول، كما أن القصر رخصة من الله تعالى وصدقة منه على عباده، وقد أمرنا النبي ‏صلى الله عليه وسلم أن نقبلها، كما في صحيح مسلم وغيره عن يعلى بن أمية قال: قلت ‏لعمر بن الخطاب: ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين ‏كفروا، فقد أمن الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم عن ذلك فقال: " صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته".‏
وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ‏يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته" وفي صحيح ابن حبان عن ابن عباس ‏رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يجب أن تؤتى رخصه، ‏كما يحب أن تؤتى عزائمه".‏
والله أعلم.‏

www.islamweb.net