الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إن ساعدت والدتي على حساب مذاكرتي سيوفقني الله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الثانوية العامة، وأنا البنت الوحيدة، كثيرًا ما تطلب مني أمي مساعدتها في أعمال المنزل، وليس لدي وقت، علمًا أني أحزن، فماذا أفعل؟ هل حرام إن لم أساعدها؟ هل يوفقني الله إن ساعدتها حتى على حساب مذاكرتي؟ هذا السؤال مهم لدي جدًا، هل إن ساعدت والديّ على حساب مذاكرتي سيوفقني الله، أم أن الله يوفق من يذاكر ويجتهد فحسب؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الكريمة- في موقع الاستشارات إسلام ويب، وندعو الله لك أن يوفقك في دراستك، وأن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
- الأصل أن الفتاة المسلمة لا بد أن يكون لها وقت تساعد فيه أمها في أعمال المنزل، ولها أجر عظيم في ذلك، وبما أن الوالدة تطلب منك مساعدتها في أعمال المنزل، فلا بد أن تلبي طلبها طاعة وبرًا بها، وبهذا تلقين منها دعوة صالحة، وبهذا سيبارك الله في وقتك، وسيوفقك الله في دراستك، ولا شك أنك تستطيعين الجمع بين التعاون مع الوالدة، والحرص على الدراسة، ومن وجهة نظري هناك متسع من الوقت لديك، إذا أحسنت في استغلاله وحسن تنظيمه.

- ومن جانب آخر: لا يوجد تعارض كبير من وجهة نظري بين الدراسة وأعمال المنزل، وتفوقك في الدراسة الذي تطمحين إليه سيكون ابتداءً في رضا الوالدين، ثم بالاجتهاد في الدراسة، وإذا كنت مشغولة بالاستذكار بسبب أنك في الثانوية العامة، فاعتذري من الوالدة بلطف ولين، ولعلها تقبل عذرك -إن شاء الله-، ولا تكلفك بشيء؛ لأنها لا شك أنها حريصة على تفوقك في دراستك.

وفقك الله لمرضاته.
----------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. مراد القدسي -المستشار التربوي-
وتليها إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية-.
----------------------------------------------------------
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

طاعتك لأمك – أيتها البنت الكريمة – في ما لا يضرُّك واجبةٌ عليك؛ لأن الله سبحانه وتعالى وصَّى بالوالدين، وأمر بالإحسان إليهما في آياتٍ كثيرة، وبِرُّ الوالد معناه: إدخال السرور على قلبه بكل ما يُؤدي إلى ذلك من قولٍ أو فعلٍ.

ومن ذلك طاعة الوالدين في ما ليس معصية لله تعالى، وفيما لا ضرر فيه على الولد، فإذا طلبت أُمك أن تساعديها في أعمال المنزل وجب عليك أن تُساعديها، وحرام عليك أن تمتنعي من ذلك، وهذا لن يضرك في المذاكرة كما تتوهمين، بل بإمكانك أن تجمعي بين الأمرين فتساعدي أُمّك وتذاكري دروسك، وممّا لا شك فيه أن الطاعة لله سبحانه وتعالى سببٌ أكيد في تيسير الأمور وتسهيلها، فإن الله تعالى يقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

فسيوفقك الله تعالى ببذلك للأسباب الممكنة، والاجتهاد في مذاكرتك، مع قيامك بطاعة أمّك والإحسان إليها بقدر استطاعتك، والتوفيق للنجاح والتفوق ليس مقتصرًا على المذاكرة فقط، بل لا بد أن يكون الإنسان حسن العلاقة بالله تعالى مُؤدِّيًا لفرائضه، حتى ينال التوفيق الحقيقي، بحيث ينتفع بما يتعلّم وتتيسّر له الأمور.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً