الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتشفت أن ابني يشاهد الأفلام الخليعة، فكيف ننصحه؟

السؤال

ابني بعمر 17 سنة، مواظب على الصلاة، ويذهب للمسجد يومياً، حافظ لأجزاء من القرآن، ملتزم ومتفوق دراسياً.

اكتشفت مؤخراً مشاهدته للأفلام الإباحية، وعمل مكالمات صوتية وفيديو مع أشخاص منذ أكثر من سنتين، وأبلغت والده واقترح تركه لما بعد الامتحانات النهائية، أي بعد شهر.

كيف الطريقة للحديث معه؟ وكيف نعرف النتيجة؟ وهل يفضل طلب مساعدة من آخرين، كأخيه الأكبر أو اختصاصي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولًا: الحمد لله على حُسن التربية، وعلى التزام ابنكم بالصلاة وحفظ القرآن، فهذه نعمة من الله، ومؤشر على أن الابن -إن شاء الله- مُهيأ لغرس القيم والأخلاق الفاضلة، ويُرجى منه الكثير.

ثانيًا: كما هو معلوم أن الأبناء في هذا الأمر لديهم حب الاستطلاع واكتشاف ما هو مُخبأ، وتجربة ما هو غير مألوف، وقد يساعد في ذلك جماعة الرفاق، فهم من العوامل المؤثرة جدًّا في تغيير السلوك، فإن كانوا صالحين صلح سلوك الابن، وإن كانوا غير ذلك تأثّر الابن بهم سلبًا.

أصبحت مشاهدة مثل هذه الصور والأفلام بالطبع متاحة وبسهولة للأسف، ويُمكن الحصول عليها مهما كانت وسائل الرقابة، والعلاج يكمن أولًا في التقرُّب من الابن، وسد كل الثغرات التي تفتح له المجال في أخذ المعلومة من الآخرين، أو تدفعه للتعرُّف على ما هو ممنوع، ثم توضيح الخطورة من مشاهدة مثل هذه الأفلام، وأنها محرمة وتُغضب الله تعالى، ويكتسب الفرد منها السيئات، وتزيده بُعدًا عن طريق الحق، وتوضيح ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، حتى يعلم الابن أهمية الأمر.

كذلك ذكر الأمثال الواقعية والقصص التي أدت بأصحابها إلى ارتكاب المعاصي والجرائم، وكانت العواقب وخيمة وسيئة.

يمكن أن يُعرض كل ذلك بطريقةٍ غير مباشرة في جلسات أسرية تنويرية، وملاحظة ردة فعل الابن عند سماعه مثل هذه التجارب والقصص، وانتهاز الفرصة للإجابة على استفساراته وأسئلته في مثل هذه المواضيع.

إذا وجد الشخص الأقرب منه والأكثر صراحة معه؛ فيمكن أن يُزوّده بالمعلومات اللازمة، ويتناقش معه بكل هدوء عن المضار المترتبة على مشاهدة مثل هذه المحرمات، وكذلك الأمر يتطلب الدعاء له بأن يحفظه الله تعالى، وأن يُبعده عن شرار الخلق وعن رفاق السوء، وأن تكون هنالك بدائل للذهاب بمجالسة ومصاحبة الصالحين المصلحين.

يمكن كذلك أن يُطلع على هذه الاستشارات من موقعنا: (3731 - 26279268849 - 283567 - 278632 - 2527833)، ففيها الفائدة بإذن الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً