الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستفادة من علم الشيخ الشعراوي رحمه الله

السؤال

أرجو إجابتي بإجابة منفصلة، ولا تحيلوني إلى إجابات أو ردود سابقة لضرورة الموقف.
الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- هو عالم جليل أحترمه وأقدره وأعرف قدر علمه وأحتفظ بكتبه ومواقعه في مفضلة جهازي لسهولة الرجوع إليها. والشيخ الشعراوي -رحمه الله- أيضًا من وجهة نظري هو شيخ جليل، وكذلك أحتفظ بتفسير القرآن بصوته، وأقرأ كتبه، وأستمع إلى نصائحه. ولكن انتابني الفزع أمس وأنا أتجول في الشبكة العنكبوتية وجدت تسجيلاً للشيخ الألباني يتهم فيه الشيخ الشعراوي بأنه منحرف عن العقيدة، ولا يجب أن يؤخذ منه علم، فنزل على سمعي هذا التسجيل كالصاعقة، أنا أثق في كلام الشيخ الألباني، وأثق في كلام الشيخ الشعراوي. فما الفيصل في هذا؟ لا أخفيكم أني لم أستطع النوم من الليلة الماضية، وأنا أفكر في الأمر، إذا كان الشيخ الشعراوي لا يؤخذ منه علم، وأنه منحرف عن العقيدة، فمن على العقيدة؟ ومن على المنهج القويم؟
أفتوني أكرمكم الله، علماء المسلمين جعلونا نتخبط ولا نعرف الحق من الباطل أحدهم يأتي بفتوى يقول بإرضاع الكبير زميل العمل، وأحدهم يبيح فوائد البنوك الربوية، والآخر يقول بجواز تقبيل الخاطب لخطيبته، وهذا سلفي، وهذا إباضي، وهذا وهابي، وهذا سني، وهذا شيعي، وهذا ... ارحمونا أيها العلماء ماذا نعمل ومن نتبع؟ وكيف نعرف أن من اتبعناه على الجادة، وأنه غير منحرف عن العقيدة؟ هل فعلاً الشيخ الشعراوي منحرف عن العقيدة؟ وهل أرمي بكتبه في صندوق القمامة؟
أرجو إجابتي في أسرع وقت، وإن كنتم ترون أن هذا السؤال يثير بلبلة في أوساط الناس ممكن ترسلوا لي الإجابة على بريدي المسجل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فقد سبق أن ذكرنا أن الشيخ محمد متولي الشعراوي عالم له مكانته وفضله، وقدم الكثير لخدمة الإسلام والمسلمين، ولكنه غير معصوم كغيره من العلماء، فهو له شيء من عقيدة التصوف، ولكنه مع هذا لا يصح القول بعدم جواز الاستفادة من علمه، إذ لو جرى الناس على هذا لتركت مؤلفات كثير من العلماء الذين لم يسلموا من الوقوع في مثل هذا، ورحم الله الامام مالكا حين قال: كل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر. وأشار إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. وراجع الفتوتين: 19442، 97356.

وينبغي أن يعلم أن الحق واحد، ومصدره كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فهم سلف هذه الأمة الصالح، وإنما يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال، كما بينا بالفتوى: 108000.

وإذا سار الإنسان على هذا المنهج نعني معرفة الحق كفاه ذلك وسلم من شر التفرق والحزبية والدعوة إلى شيء من العصبية، وكان ذلك أدعى لحمله على الإنصاف.

هذا، واعلم أن كلام الأقران من أهل الفضل والعلم بعضهم في بعض لا يعتبر حكما فيصلا، بل إن الكثير منه لا ينبغي تناقله وإشاعته بين العوام، لما يبعث من الشك والريب في قلوبهم كما قيل: كلام الأقران يطوى ولا يروى. وانظر الفتوى: 69220.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني