الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قبول الموظف الذي ترك الشركة هدية من مقاول كرد للجميل

السؤال

أنا مهندس، أعمل في شركة مقاولات، طلبت مني الشركة إحضار عروض أسعار لمقاولين لتنفيذ بعض الأعمال، وقد تم إحضار عدة عروض أسعار، وتم اختيار المقاول الأرخص والأنسب من قبل الشركة، ولحسن عمل المقاول قامت الشركة بإعطائه العديد من الأعمال.
بعد ستة أشهر -تقريبًا- غادرت الشركة، وانتقلت للعمل في شركة أخرى، ولا يزال المقاول الذي أحضرته للشركة يعمل معها.
وبعد مرور سنة -تقريبًا- قام المقاول بإعطائي مبلغًا من المال كهدية، ورد للجميل، لأنه دخل الشركة بفضلي. فهل يجوز قبول الهدية؟ مع العلم أني لم أعد أعمل في الشركة السابقة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تركت العمل بالشركة منذ مدة، فليس هذا المبلغ من قبيل هدايا العمال، أو الرشوة، أو العمولة لأنك الآن لست عاملاً لتلك الشركة، بل قد صار من باب البر ومكافأة المعروف، أو كما ذكر السائل: (كهدية ورد للجميل)، وهذا أمر حسن، لا حرج فيه، فقد قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {الرحمن: 60}.

والهدية سنة نبوية، ومَظْهر حب، تفتح مغاليق القلوب، وتبذر المحبة بين الناس، وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تشريع كل ما مِن شأنه أن يؤلف القلوب، فالهدية من هديه -صلى الله عليه وسلم- التي حض عليها حيث قال: تَهَادُوا تَحَابُّوا. رواه البخاري في الأدب المفرد، ومالك، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني