الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح أخي ليترك مشاهدة المواقع المحرمة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري ١٥ سنة، لدي أخ يصغرني بعامين عمره ١٣ سنة، منذ فترة اكتشفت أنه يتابع بعض المقاطع الإباحية على الانستغرام، تحدثت إليه ونبهته إلى خطورة ذلك، ومدى حرمته، وقال لي: إنه سيتوب، لكني منذ يومين اكتشفت أنه لا زال يتابع تلك الأشياء، أخاف أن يكون قد وصل به الأمر للإدمان، ولا أريد إخبار والديّ؛ لأني أعلم أنهما لن يفعلا أي شيء، بل سيزيدا الأمر سوءًا، فماذا أفعل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن هنا لمساعدتك، ونقدر جهودك في محاولة مساعدة أخيك.
التعامل مع هذا النوع من السلوكيات يتطلب حساسية وتفهماً، خصوصاً في مرحلة المراهقة التي يمر بها أخوك.

أولاً: من المهم التعرف على ما إذا كان ما يمر به أخوك هو إدمان حقيقي، أم فضول المراهقة الطبيعي؟ الإدمان على المواد الإباحية يتميز بعدم القدرة على التحكم في مشاهدة المحتوى الإباحي، حتى عندما يسبب مشاكل في حياة الشخص، إذا كانت مشاهدته لهذه المقاطع تؤثر سلباً على حياته اليومية، أو تسبب له مشاكل عاطفية أو نفسية، قد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلة أعمق.

ثانيًا: من المهم أن تحافظي على قنوات الاتصال مفتوحة مع أخيك، وتحاولي فهم ما يجذبه إلى هذا المحتوى، اسأليه عن مشاعره وأفكاره بطريقة غير مباشرة، يمكن أن يساعده هذا على التعبير عن نفسه، وربما يسهل عليه مشاركة مخاوفه والضغوط التي قد يواجهها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك توجيهه نحو الأنشطة الإيجابية، التي تساعد في تحسين ضبط النفس وتقدير الذات، مثل الرياضة، القراءة، أو الأنشطة الجماعية.

كما يمكنك تشجيعه على الصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن؛ لتعزيز تقواه، وضبط نفسه، تذكيره بأهمية الحفاظ على النفس والأخلاق يمكن أن يكون مؤثرًا أيضًا، وأن تشرحي له الآية الكريمة: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" (النور: 30). وأن تذكري له أن الله تعالى يراقبنا، كما أنه تعالى كلف بنا ملائكة كراماً كاتبين يسجلون أعمالنا.

أخيرًا: إذا واصل أخوك هذا السلوك، وكان لديك قلق جدي بشأن إدمانه، قد يكون من المهم البحث عن استشارة من شخص متخصص في مجال الصحة النفسية، لديه خبرة في العمل مع الشباب، ومع القضايا الثقافية والدينية، أو التشاور مع شخص تثقين به من أفراد العائلة في هذا الأمر، إذا كنت تقدرين بأن تدخل الوالدين لن يحل الموضوع، لكن في كل الأحوال يبقى إخبار الوالدين ضرورياً في نهاية المطاف، خاصة إذا لم تستطيعي أن تحلي الموضوع بطرق أخرى.

إن الحفاظ على التواصل البناء والداعم مع أخيك، ومحاولة فهم تحدياته بشكل عميق، يمكن أن يساعده في التغلب على هذه المرحلة بطريقة صحية ومتوازنة.

جزاك الله خيراً على حرصك على أخيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً