الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني متأخر جدا في كل شيء، فماذا أعمل معه؟

السؤال

ابني عمره سنتان ونصف، ولا ينطق شيئا حتى (ماما وبابا) والمشكلة أني عندما أنادي عليه لا ينظر إلي ولا ينتبه لي أصلا, وعندما أذهب به إلى أي مناسبة خارج البيت يظل يبكي ويريد مني أن أخرج من هذه المناسبة فهل هذا خوف أم ماذا؟

وعندما أزور أحدا لا يريد الدخول عندهم، ولا يلعب مع الأطفال في أي مكان، ولا يتعامل معهم مع العلم أنه في البيت يلعب مع أخته وابن عمه، وعندما يحتاج شيئا كالماء يشدني إلى مكان الماء ليشرب، وعندما أطلب منه شيئا بجواره ليناولني إياه لا ينظر إلي, مع العلم أنه عندما كان عمره سنة وبضعة أشهر كنت كلما طلبت منه شيئا يناولني إياه, وكان ينطق كلمة بابا من تلقاء نفسه وينطق كلمة محمد بتأتأة لكنه الآن لم يعد ينطق، وأشعر أنه ذكي جدا لأنه يقلد كل شيء أعمله تماما وخاصة حركات أخته التي أكبر منه، وكلمة بابا عندما يقولها الآن يقولها منفردا يعنى لا يقولها عندما يرى أباه، وأشعر أنه لا يتعرف على الأشياء التي حوله, لكنه متعلق جدا بالتلفزيون وبالذات قنوات أناشيد الأطفال, وعندما يسمع إعلاناً فيه ضجة قوية يخاف ويصرخ إلى أن يأتي إلى حضني، وما يشعرني بذكائه أنه يبني من المكعبات أشكالا مختلفة كثيرة جدا، هل ابني مصاب بمرض التوحد -لا قدر الله-؟

أفيدوني أكرمكم الله، وأرجو إن كان مصابا بشيء أن تدلوني إلى من أذهب، وما اسم الدكتور (أرجو أن يكون في الإسكندرية)؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك -أختي الكريمة- على السؤال.

الكثير مما ذكرت في سؤالك يُشير للكثير من أعراض التوحد، وهو احتمال واحد مما يمكن أن يعاني منه طفلك، وربما هو الأكثر احتمالا.

ويبدأ عادة التوحد في مثل عمر طفلك الآن، والعادة أن يكون قد اكتسب الطفل بعض المهارات كالكلام والتلفظ ببعض الكلمات، ومن ثم يبدأ بفقدها كما ورد في سؤالك، حيث تعلم طفلك مثلا كلمة "بابا" وهو الآن لا يستعملها.

وللتوحد العديد من الأعراض التي تدور حول التفاعل الاجتماعي مع الناس من حوله كاللعب والتماس، والتأخر في تطور اللغة والتواصل مع الناس، وغيرها، وفي بعض الأحيان قد تكون هناك علامات للتأخر الذهني، وإن كان بعض المصابين بالتوحد عندهم ذكاء مرتفع وقد يكون أعلى من المعتاد.

ومن الصفات الأخرى المعروفة بأنها قد تكون أعراضا للتوحد عدم تفاعله الطبيعي مع من حوله، وربما عدم النظر إليهم، أو عدم رغبته باللعب معهم أو حتى التماس والضمّ.

لا شك أن لتأخر الكلام عند الأطفال العديد من الأسباب، والتي تستحق فحص الطفل ومعرفة السبب الحقيقي لتأخر الكلام.

إن ما ورد في سؤالك من وصف جيد لسلوك الطفل يجعلني أنصح وباهتمام كبير أن أدعوك لزيارة طبيب الأطفال، ليقوم بفحص الطفل والقيام ببعض الاختبارات، والتعرف على الجوانب المختلفة لنمو الطفل وتطوره، ومن ثم تحديد طبيعة المشكلة ومعرفة أسبابها المحتملة، وإن كنا في كثير من الحالات قد لا نستطيع تحديد الأسباب بالشكل الدقيق, وبعد تحديد التشخيص بشكل دقيق لا بد من توفير العلاج وبيان طريقة التعامل الأنسب مع هذا الطفل، وبما يضمن النمو الأفضل للطفل.

نسأل الله الشفاء العاجل لطفلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً