الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يثبت الحمل والدكتورة تنصح بالتلقيح الاصطناعي..ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ عامين ونصف ولم يرزقنا الله بعد بالذرية الصالحة، وبعد الاستشارة الطبية والفحص السريري تبين وجود ضعف في الحركات المنوية عند زوجي.

أنا لدي polyp صغير لا يتجاوز ال 4 مم، وقد حملت ثلاث مرات ولم يثبت الحمل لأكثر من أربعة أسابيع.

علماً بأني في كل شهر قبل بدء الحيض أشعر بالاكتئاب وأكره دراستي وأصبح بلا هدف؛ لأن هدفي الأساسي بالحياة أن أصبح أماً وعمري يزداد.

اتفقنا أنا وزوجي أن لا أحمل تطبيقات الألعاب على جوالي، ولكن قبل بدء العادة أشعر بالاكتئاب فأحمل ألعاباً، فاكتشف زوجي ذلك عدة مرات، وآخر مرة طلب مني أن أعطيه كلمة سر جوالي فرفضت؛ لأنه بعد بحثي وجدت أنه ليس من حقه ذلك، فهل شرعاً لا يجوز له أن يأخذ كلمة السر حتى لو كان حريصاً على دراستي ونجاحي؟

الدكتورة نصحتنا بالبدء بالحمل بالتلقيح الاصطناعي، مع (icsi)، ولكن أنا خائفة جداً لأني بحثت بالموضوع ووجدت عدة مضاعفات للعملية ممكن أن تحدث.

أشعر أني تائهة ووحيدة، ولا أريد أن أحمل زوجي ذنباً ليس ذنبه، بل الحمدلله ربنا كتبه علينا.

أرجو المساعدة والله يجزيكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمومة والأبوة حلم كل رجل وامرأة بعد الزواج، وقد نقابل بعض المشكلات الصحية، والمطلوب منا أن نسعى لحلها لنتذوق طعم نعم الله علينا، لكن قد نضل الطريق أحياناً، وبدلاً من أن نسعى سوياً لكل تلك المشكلة بكل ما أوتينا من علم وقوة ووسائل نجد أننا نختلف على أمور تافهة، مثل باسورد الجوال وتطبيقات الألعاب.

يمكنك بعيداً عن اللعب على الجوال وتطبيقات الألعاب الاستجابة لدعوة الله سبحانه وتعالى لنا بالإستغفار: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10- 12] وبالتالي يمكنك التزام الإستغفار جلباً للرزق والذرية، حتى تتفرغوا لما هو أهم، وهو البحث عن الوسائل المناسبة للعلاج.

الزوج مطالب أن يتابع حالته مع استشاري تناسلية فربما يعاني من التهاب مزمن في البروستاتا، ولا بأس من البدء في تناول حبوب فيتامين C الفوارة جرعة 1000 مج مرة واحدة يومياً، وتناول كبسولات فيتامين A & E وأقراص Glutathione مرتين في اليوم لمدة شهرين أو أكثر.

مع أهمية الإكثار من تناول الفواكه ذات اللون الأسود مثل الكرز والتوت والتين، والبرقوق والعنب والفراولة، وتناول الجزر والمأكولات البحرية، لما تحتويه من مواد مضادة للأكسدة، وأهمية التوقف عن التدخين إذا كان الزوج مدخناً، وتناول مضاد حيوي مناسب إذا احتوى التحليل الأخير على صديد، وبعد شهرين من العلاج يمكن إعادة التحليل مرة أخرى وملاحظة الفارق.

وطريقة حقن الحيوان المنوي في البويضة تسمى Intracytoplasmic sperm injection وتكتب اختصارا ICSI ويتم اللجوء لهذه الطريقة في حال عدم قدرة الحيوان المنوي على اختراق جدار البويضة إما بسبب زيادة سمك جدار البويضة أو بسبب ضعف الحيوان المنوي وعدم قدرته على اختراق البويضة.

لكن المهم المتابعة مع الطبيبة المعالجة بالسونار لمعرفة وقت التبويض وحجم البويضات، وهناك علاجات يمكن تناولها مثل منشطات المبايض وحبوب دوفاستون في النصف الثاني من الدورة الشهرية، مع أهمية تناول فيتامين د جرعة 1000 وحدة دولية وحبوب فوليك أسيد 1 مج، وفحص وظائف الغدة الدرقية، وصورة الدم، والهرمونات المحفزة للتبويض، وهرمونات المبايض، وهرمون الحليب، ومخزون البويضات.

وأما موضوع الجوال وكلمة السر؛ فقد ذكر السادة المفتون عندنا في الموقع أنه يحق للزوجة الاحتفاظ بكلمة السر، ولو من زوجها، لأن ذلك من حقوقها المحضة، لكن ينبغي على الزوجة ألا تثير حول نفسها الشبهات، فيؤدي ذلك إلى تردد الشكوك في نفس زوجها؛ مما يؤدي إلى اضطراب الحياة الزوجية، وانتفاء الاستقرار عنها، فإن الأمر قد يكون مباحاً للمرء، ومع هذا يستحب له تركه لأمر آخر، بل قد يكون فعله مستحباً، فيستحب تركه لأمر آخر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويسوغ أيضاً أن يترك الإنسان الأفضل لتأليف القلوب واجتماع الكلمة خوفاً من التنفير. انتهى.

وبناء على ذلك.. فلا يحق للزوج المطالبة بمعرفة هذه الكلمة، كما لا يجوز للمرأة أن تضع نفسها في مواضع الريبة والشك، وعلى كل من الزوجين الترفع عن مثل هذه الأمور التي لا أثر لها في الحياة الزوجية، ولمعرفة حقوق كل من الزوجين على الآخر.

لذلك أختي الكريمة؛ حرصاً على الهدوء والاطمئنان؛ يمكن التفاهم حول هذه المسألة مع زوجك الغالي بهدوء، وحاولي إشغال نفسك والترفيه عنها حال الاكتئاب بأي شيء آخر غير ألعاب الجوال، كالمشي في الهواء الطلق، وكالاستماع إلى بودكاست سهل ومفيد في اليوتيوب، أو مشاهدة مقاطع عن الأمومة والتربية، وقراءة القرآن وتعلمه، وذكر الله سبحانه وتعالى، وكما اتفقتم أنت وزوجك على إغلاق باب الألعاب؛ كذلك يمكنكم الآن الاتفاق ومدارسة الموضوع بحب ووئام، فالمسألة ليست يجوز ولا يجوز، ويحق لي ولا يحق لك؛ المسألة أكبر من ذلك.

وندعو الله لكما بالصحة والعافية والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً