السلام عليكم

منذ أكثر من ستة أشهر وأنا أعاني من اضطرابات في النوم، الحالة تستمر معي لمدة أربعة أيام، أشعر فيها في الليل بعدم الرغبة في النوم، علمًا بأني لا أنام أبدًا في النهار، وأحب النوم في النهار، ولكنني كنت أتغلب على هذا الأمر، وأنام بصعوبة، ولكن خلال أيام زاد الأرق عن حده، حيث كنت أنام من ساعتين إلى أربع ساعات فقط، وكنت عندما أستيقظ أشعر بتشويش في رأسي، وقلة تركيز، وصوت صفير في رأسي.

عمومًا بقيت على هذا النحو، كل شهر أعاني من هذه الحالة لمدة خمسة أو ستة أيام، ولكنني كنت أنام، لكن نومي لم يكن مريحًا، وكنت عندما أستيقظ، وكأنني لم أنم.

بقيت على هذه الحال إلى أن بدأت حالتي تتطور، وأصبحت في الأيام الماضية فجأة لا أستطيع النوم نهائيًا، فلجأت لاستخدام دواء بامول نايت لكي أنام، ولكن طيلة هذه الأيام بدأت أشعر بقلة في التركيز، وتشويش أقوى، وصفير في الرأس، وشيء ما يضغط على رأسي ويطوقه، مع نبض خفيف وعيوني حمراء، فهل أنا مقبل على الموت؟ لأنني سمعت أن من لم ينم لمدة أسبوع يموت، وأنا لا أشعر بأني نمت طيلة الستة الأيام الماضية، فأنا خائف ومتوتر بهذا الشأن، وربما هذه الحالة قد أصابتني؛ لأنني دائمًا أجلس مع الهاتف لفترات طويلة، ودائمًا ما أضع سماعات الأذن في أذني.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوم عملية فسيولوجية طبيعية وضرورية للإنسان للحفاظ على صحته الجسدية وتوازنه النفسي، واضطراب النوم قد يكون مرضًا أوليًا، أو عرضًا لأمراض أخرى عضوية أو نفسية، وأهمها القلق النفسي والاكتئاب، أو الإجهاد والتوتر وعدم القدرة على التأقلم مع ضغوط الحياة.

من الواضح من خلال شعورك بالإحباط والأرق، وصعوبة التركيز والخوف من الموت والأعراض الجسمانية الأخرى أنك تعاني من حالة قلق نفسي، وأعراض اكتئاب، وأنك تحتاج إلى الدعم النفسي للتغلب على الأفكار السلبية، وتنظيم الوقت، وترتيب الأولويات، واتباع النمط الصحي كممارسة رياضة المشي، وتجنب الإجهاد النفسي، وعدم الإفراط في استعمال المنبهات خاصة في الفترة المسائية، وممارسة تمرينات الاسترخاء، ويجب التوقف عن الاستعمال المفرط للهاتف النقال خاصة قبل النوم، والمحافظة على الشعائر الدينية للشعور بالسكينة، والهدوء النفسي.

أيضًا تحتاج للعلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب مثل: دواء فالدوكسان 25مج قبل النوم، سيرترالين 50 مج إلى 100 مج، أو افكسور75 مج إلى150مج، ودواء ميرتازابين 15مج إلى 30 مج، وأدوية أخرى مساعدة مثل: اتراكس 10مج إلى 25 مج، أو ستيلنوكس 10 مج، ولكن تحت إشراف طبي لمتابعة تطور الحالة، والتدخل لمنع أي أفكار أو سلوك قد يهدد سلامتك، وندعو الله أن يمن عليك بالشفاء التام.

والله الموفق.