الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذكر الظالم بغير ما وقع منه من اعتداء

السؤال

لدينا معلم في المدرسة يعامل الطالبات بأسلوب سيئ، ويقوم بسبِّهن والاعتداء عليهن لفظيا. وقد قام اليوم بتكرير هذا الموقف مع صديقتي، وقام بمعاملتها بأسلوب سيئ جدا والدعاء عليها، ثم انصرف؛ فغضبت جدا من هذا، وقد أظهرت هذا الغضب في كلامي ووصفت سلوكه بأنه "شخص غير مؤهل ليكون معلما".
فهل هذا يعد من الغيبة؟
وإن كان يعد من الغيبة فكيف أتوب منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في ذكر المسلم بما يكره هو الحرمة، ويستثنى من ذلك ما تعيّن سبيلا لتحقيق غرض صحيح كالشكوى من الظالم، والتحذير من أهل الشر والفساد، والاستعانة على تغيير المنكر.

قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: المجاهر بالفسق والشر لا يكون ما يذكر عنه من ذلك من ورائه من الغيبة المذمومة.

قال العلماء: تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا؛ حيث يتعين طريقا إلى الوصول إليه بها كالتظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، والمحاكمة، والتحذير من الشر. اهـ.

وراجعي في ذلك الفتوى: 79354.

وإذا ترددنا في حصول موجب الاستثناء، بقينا على الأصل. وهو ما نراه فيما ذكرته السائلة؛ لخلوه من الغرض الصحيح، وعدم ترتب مصلحة عليه. ولكونها ذكرت المعلم بغير ما وقع منه من ظلم أو تعدٍّ، وهو قولها: "شخص غير مؤهل ليكون معلما"، وهذا لا يجوز.

قال النووي في «روضة الطالبين»: يجوز ذكره بما يجاهر به، ‌ولا ‌يجوز ‌بغيره، ‌إلا ‌بسبب آخر. اهـ.

وأما كيفية التوبة من الغيبة ونحوها من الحقوق المعنوية، فيرى بعض المحققين من أهل العلم أنه يجزئ مع التوبة النصوح، أن يستغفر المغتاب لمن اغتابه، ويجتهد له في الدعاء، ويذكره بالخير. وراجعي في ذلك الفتويين: 18180، 171183.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني