الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء: يا رب اغفر لكل من له حق عليَّ وعلى أبي وأمي

السؤال

إذا دعوت الله بهذا الدعاء: يا رب اغفر لكل من له حق علي- فهل ذلك يكفي لأن يغفر الله المعاصي في حق المخلوقين كالغيبة، والسب، والنميمة، والاستهزاء، بحيث لا يأخذ المظلوم من حسناتي يوم القيامة، ويعوضه الله بما يشاء؟ وهل يمكن أن أدعو لشخص آخر، بـ: يا رب، اغفر لكل من له حق على أمي، أو يا رب، اغفر لكل من له حق على أبي، فيغفر الله له معاصيه في حق المخلوقين، ويعوض المخلوقين بما شاء سبحانه؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن شروط التوبة أن الذنب إن كان متعلقا بحق آدمي، فلا بد من التحلل منه، فمن علمت أن له حقا عليك، ولم يكن في التحلل منه مفسدة، فعليك أن تتحلل منه، فإن كان في ذلك مفسدة كحصول شقاق، وعداوة يسعى الشرع لتقليلها، فمن العلماء من يرى أنك تستغفر له، وتدعو له بخير، ويكفيك هذا مع التوبة النصوح، وانظر الفتوى: 171183

وإذا جهلت عين أصحاب الحقوق عليك فدعوت بهذا الدعاء العام لهم كان ذلك نافعا -إن شاء الله- ورجي أن يكون ذلك سببا في تخفيف الله عنك، أو تجاوزه عن تلك الحقوق، وتعويض أصحابها من واسع فضله، ويجوز لك أن تدعو بهذا الدعاء لنفسك، ولغيرك من المسلمين، فإنه دعاء لا محظور فيه، ولا اعتداء، ثم إن الله قد يستجيب هذا الدعاء منك، وقد لا يستجيب، فالمرد إلى مشيئته سبحانه، لكنه دعاء حسن بكل حال، لن تعدم منه خيرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني