الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب تركِ المعصيةِ بعد البَدْءِ في فِعْلِها بسبب تَذَكُّرِ الله.

السؤال

ما حكم من بدأ بفعل معصية، وفي أثناء القيام بتلك المعصية تذكر الله، وترك المعصية التي كان يرتكبها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الذي ذكر الله، وترك معصيته بعد أن شرع فيها على خير عظيم، ويرجى له عظيم المثوبة، قال الله: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران: 135}.

وقصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار مشهورة، وفيها خبر ذلك الذي قعد من بنت عمه مكان الرجل من المرأة، ثم قام عنها لما ذكرته الله -تعالى-، فشكر الله له صنيعه، وأثابه في الدنيا بأن فرج كربه، وانفتح لهم باب الغار بسبب توسله بذلك العمل الصالح، وما ينتظره في الآخرة من المثوبة أعظم.

وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من هَمَّ بالمعصية، فتركها مخافة الله كتبت له حسنة، فكيف بمن تركها بعد الشروع فيها، وهو أشق على النفس بلا شك، فهذا الذي فعل ما ذكر يرجى له عظيم الثواب من الله، وأن تكون توبته توبة نصوحا، وألا يضيع الله ثواب مجاهدته لنفسه، وكفها عن فعل ما يغضبه -سبحانه-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني