الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لجلطة دماغية أصبت بعدها بحالة من الهلع، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

استفساري بارك الله في علمكم:

تعرضت لسكتة دماغية قبل 8 أشهر، وأجريت عملية -والحمد لله- منَّ الله عليّ بالصحة والعافية، لم أُشخص بمرض مزمن من قبل، ولكني شخص قلق، وأتناول دواء وارفارين، بالإضافة إلى دواء الكولسترول، ولست مدخنًا.

قبل ثلاثة أشهر شعرت أثناء قيادة السيارة وفي الزحام بأنه سيغمى عليّ، وأصبحت أتجنب قيادة السيارة لمسافات طويلة، أو الذهاب إلى العمل، ولا أحب الوقوف في الزحام أو عند الإشارة الضوئية، وتنتابني حالة من القلق والتوتر، وفي بعض الأحيان أشعر بأني سأصطدم بالسيارة التي أمامي، أصبحت لا أطيق الأحاديث المطولة، وأحاول تجنبها، وأميل للعزلة، وفقدت الكثير من الشغف.

هل يمكن تناول أي دواء يساعدني، أو هل يمكنكم إرشادي بخبراتكم إلى الطريق الصحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أظنُّك تقصد بالسكتة الدماغية حدوث جلطة دماغية، -والحمد لله- أنك قد أجريت العملية، وأن النتائج كانت رائعة جدًّا، وقد مَنَّ الله تعالى عليك بالصحة والعافية، فله الحمد والشكر والثناء الحسن، والحمد لله على العافية.

أخي الفاضل: يُعرف أن حوالي خمسين إلى ستين بالمائة (50 : 60%) من الذين يتعرضون لهذه السكتات أو الجلطات الدماغية، ربما تحدث لهم بعض التغيرات النفسية البسيطة؛ كالإصابة بالقلق، والإصابة بالتوتر والمخاوف، وبعض الناس تحدث لهم حتى تغيرات في شخصياتهم، لكن ليست بالدرجة المُخلّة.

أنا أعتقد أن الذي تعاني منه هو نوعٌ من القلق التوقعي البسيط، -والحمد لله- لم يصل لمرحلة الاكتئاب النفسي، وطبعًا أنت في مرحلة أيضًا يكثر فيها القلق وحتى عُسر المزاج والاكتئاب.

أخي: هنالك أدوية ممتازة جدًّا بسيطة، مثل عقار (سيبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام)، دواء سليم جدًّا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، لكن أنا أفضل أن تستشير طبيبك، قطعًا أن تراجع مع طبيب الأعصاب، وأطباء الأعصاب أيضًا لديهم مقدرات عالية جدًّا في علاج المتغيرات النفسية البسيطة، المُصاحبة للجلطات أو للسكتات الدماغية، لكن عقار سيبرالكس سيكون دواءً مثاليًا، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يذكره لك.

وأنت لا تحتاج له بجرعة كبيرة أبدًا، تحتاج لجرعة صغيرة ولمدة ليست بالطويلة، وطبعًا أنت أيضًا اجتهد لتجعل نمط حياتك نمطًا سليمًا وإيجابيًّا، وذلك من خلال: أن تتجنب السهر، هذا مهم جدًّا، وكذلك تتجنب النوم النهاري، احرص على النوم الليلي المبكّر.

واحرص على ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي سوف تكون مثالية جدًّا في حالتك، طبّق تمارين الاسترخاء(2136015)، هنالك تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض العضلات وشدِّها، مفيدة جدًّا، وللتدرب على هذه التمارين يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً