الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الاستخارة حدث خلاف وانفصلنا لكني ما زلت أحبه!

السؤال

السلام عليكم.

أحببت شخصاً، وكنا ننوي الخطبة، وعندما تقدم لي وصليت استخارة قلبي لم يرتح أبداً، وقبل أن يأتي إلينا بيوم لكي يتم الخطبة حدث بيننا خلاف يسير وانفصلنا.

ما زلت أحبه، وأنا أعلم أنه لا يصلي، وكنت أقول عندما نتزوج سأساعده، وكنت أدعو له طول الوقت بالهداية، وكنت على يقين أن الله أرسلني إلى هذا الشخص لكي يعود إلى صلاته، وأن الله ألهمني الدعاء له.

هو لطيف جداً معي ويحبني، ولا يزعجني، وكنت أتمنى من قلبي أن أكون زوجته، وهو يتألم ويتعذب بسبب فراقنا، وحاول أن نعود أكثر من مرة، فهل أعود له وأساعده على التقرب من الله، أم فعلاً هذه نتيجة الاستخارة، وأنه لن يهتدي، ولن يكون من نصيبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

الاستخارة -أختنا- لا يلزم منها انشراح صدر، ولا ضيق نفس، ولا رؤيا أو حلم، كل هذا كلام لا دليل عليه، بل الاستخارة مفادها طلب الخيرة من الله عز وجل، والعبد متى ما صلاها وكان صادقاً فيها فإن الخير سيأتيه لا محالة، فإن كان الخير في إتمام الزواج يسره الله لك وأتمه، وإن كان الخير في غيره قطع الله الحبائل وصرفك عنه.

قد ذكرت أن الشاب لا يصلي، وهذا أمر ينبغي التوقف عنده، فإن الأصل في الزواج الدين والخلق، وكل ما عدا ذلك بغير الدين والخلق لا قيمة له، وكم من أخت تهاونت في هذه المسائل لأمنيات وضعها الشيطان في رأسها، ثم كانت المصيبة، بدلاً من أن تصلح حال زوجها، أفسد زوجها عليها حياتها، عياذاً بالله من ذلك.

لذا لا ننصحك بالرضوخ حول عواطف غير منضبطة بالشرع، فالأدب واللطف والأخلاق التي ذكرتها لا قيمة لها بجوار تركه الصلاة، ولكن ننصحك -أختنا- بما يلي:

أولاً: ترك التواصل معه تماماً، لأنه أجنبي، وكل تواصل معه سيتعلق قلبك به، ويجرك الشيطان إلى ما لا يليق بمثلك -أيتها الفاضلة- ثم إن حدث زواج فستظلين أمامه منتقصة الكرامة، لأنك راسلته من وراء أهلك، وخالفت قبل ذلك تعاليم دينك.

ثانياً: إن كان جاداً في التدين فعليه أولاً أن يبدأ بالصلاة قبل أن تفكري في الرجوع إليه من عدمه، فإن بلغك من مصادر متعددة أنه بدأ يصلي فهنا يمكن لك التفكير فيه من جديد.

ثالثاً: لا تقدمي على فعل إلا بعد استشارة أهلك واستخارة ربك.

رابعاً: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وقد رفضت الشاب لتركه الصلاة وهذا هو الأليق بالمسلمة، وعليك ألا تقبلي إلا بعد توبته ورجوعه إلى تدينه، فإن لم يفعل فلا خير في شاب انقطعت صلته بالصلاة، وتذكري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( العهد الذي بيننا ويينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).

نسأل الله أن يهديه وأن يصلحه، وأن يرزقك الزوج الصالح، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً