الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني نوبات اكتئاب متكررة ولم أستطع مساعدة نفسي!

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، لدى طفلي توحد، أحياناً أشعر بالرضا وأحياناً بالعجز والسخط من القدر الذي جعلني أتعذب كل عمري، 10 سنوات مع أطفالي، والماضي السيئ بسبب أهلي المكتئبين الذين خلقوا مني شخصية مهزوزة وضعيفة.

أشعر بالضياع، أحياناً أصلي وأعبد ربي، وأحياناً أشعر أن لا جدوى من كل ما أقوم به، وأحياناً أبدو طبيعية نشيطة، وأحياناً عاجزة عن فعل أي شيء.

أعلم أني مريضة اكتئاب لكني لا أريد أن أذهب لطبيب، بل أمضي وقتاً طويلاً بكتابة الخواطر ووضع خطط لحياتي لتحقيق أهدافي، لكنها تفشل دوماً.

أشعر بالإرهاق من خيبات الأمل المتكررة على الرغم من أني أعلم أني ذكية، وأغير خططي على الدوام، بما يتناسب مع وضعي.

الآن أدرس بالجامعة، وأدرس فقط عندما يكون أولادي بالمدرسة، وأنا مضطرة للدراسة، لأتمكن من إيجاد عمل لمساعدة زوجي.

حالياً بدأت أشعر بالسأم من منزلي ومدينتي، وافتقادي الطاقة بعمل أي شيء، جربت تناول مهدئات عشبية كثيرة لكنها لم تفدني، ولا أريد شيئاً من الحياة إلا أن أكون بخير، لأن مشاعر القلق تدمرني، ولم أعد أشعر بشيء جيد في هذه الحياة.

باختصار أنا أعاني من نوبات اكتئاب متكررة، لا أستطيع الالتزام بالرياضة، مع أني طلبت من نفسي أن أمارسها ولو ل10د يومياً.

حاولت أيضاً الالتزام لفترة بقيام الليل وفشلت، وحاولت الالتزام بالأكل الصحي وفشلت، أشعر أنه لا شيء حقيقي يدفعني لفعل الأمور.

أفعل كل ذلك لأحاول التخلص من نوبات الاكتئاب وأفشل، لأني لا أملك الرغبة الصادقة، لقد قرأت كثيراً على الانترنت، وشاهدت فيديوهات كثيرة لمساعدة نفسي، لكني لا أستطيع.

لا أريد نصائح تقليدية كالتي اعتدت عليها، أريد قراءة شيء يهدئ روحي، ويشعرني بشيء من الأمل، أريد الشفاء من الاكتئاب، ولا أريد العودة له مجدداً.

كل مرة أعود فيها للاكتئاب أشعر فيها أن وضعي أصعب وأصعب، أريد الحصول على طاقة روحانية تشعرني بالقرب من الله، وأعيش معها للأبد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر موقع استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أشكرك -أختي الفاضلة- على هذا التفصيل الذي وصفته في سؤالك، بمعلومات تفيدنا في تقديم استشارة مفيدة بعون الله عز وجل، لن أكرر ذكر هذه الأشياء أو الأعمال التي حاولت أن تقومي بها، سواء في رعاية نفسك أو ملء فراغك بأعمال مناسبة، وأنشطة مفيدة، لن أكرر كل هذا، ولكن ما سأذكره لك هو أن من الخطأ الاعتقاد أن الإنسان يبقى دائمًا أربعا وعشرين ساعة سبعة أيام في الأسبوع في منتهى النشاط والفعالية.

هنا يحضرني الحديث النبوي حيث يقول صلى الله عليه وسلم بما معناه: (إِنَّ لِكُلِّ عملٍ شِرَّةً ، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فترةٌ ، فمنْ كان فترتُهُ إلى سنتي فقدِ اهتدى ، ومَنْ كانَتْ إِلى غيرِ ذَلِكَ فقدْ هَلَكَ)، أي أن لكل عمل يقوم به الإنسان يأتيه فترة في الشرة، وهي النشاط والحيوية، والرغبة في العمل، ولكن هناك أيضًا فترة أي ولكل شرة فترة أي تفتر همة الإنسان فلا يحب أن يعمل ولا يحب أن ينجز أو يعطي.

الإنسان بين هذا وذاك، المهم أنه عندما يجد من نفسه شرة أي نشاطاً وفاعلية أن يفعل كل ما يستطيع في إرضاء الله عز وجل، وأنه عندما يجد من نفسه شيئاً من الضعف والفترة أن لا يصرفها فيما يضر، وإنما كالسفينة التي تجلس على الشاطئ لتستريح ومن ثم تمارس عبور البحر من جديد، هذا كله -أختي الفاضلة لأنك ذكرت أنك لن تستطيعي أو لا ترغبي بزيارة الطبيب النفسي.

أختي الفاضلة، قبل الطبيب النفسي هناك أمور أخرى كثيرة يمكن أن تطرقي بابها، فهناك بعض الجمعيات للأخوات المسلمات عندكم في السويد، يمكنك أن تشاركي معهن في بعض الأنشطة المفيدة ومنها قد يكون تبادل الخبرات، فأنتم تعيشون في بلد الغربة والتحديات كثيرة في السويد من خلال زيارتي لها، فكان الله في عونكم أمام هذه التحديات الكثيرة في المجتمع السويدي المنفتح، فلا بد من الإنسان وهو مخلوق اجتماعي بطبعه من التعاون مع الأسر الأخرى مع السيدات الأخريات، منها وضع الأطفال في حضانة ترعاها المسلمات، مما يتاح لك أمران: أمر الدراسة، وأمر ممارسة بعض الأعمال لنفسك.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ولا تستبعدي أو تغلقي باب الاستشارة النفسية بالمطلق، فليس بالضرورة طبيب نفسي، وإنما ممكن أن تكون أخصائية نفسية إن وجدت مسلمة فنعم بها، وإن لم تجدي أخصائية نفسية مسلمة فلا بأس أن تستشيري أخصائية نفسية سويدية غير مسلمة، فهناك أمور كثيرة يمكن أن تساعدك على الخروج مما أنت فيه، ولكن كما ذكرت لا تغلقي أبدًا باب إمكانية استشارة العيادة النفسية.

أدعو الله لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً