الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الثقة بنفسي بسبب قصر قامتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مشكلتي أنني شخص قصير القامة نوعًا ما، عمري 17 سنة، وطولي 1.64، فأريد أن يزيد طولي حتى 1.77 م خلال السنوات القادمة.

كما أريد أن أشير إلى أنه بسبب قصر قامتي يستهزئون بي وسط العائلة، ويسخرون مني، وهذا منذ كنت صغيرًا، فأصبحت أفقد ثقتي في نفسي شيئًا فشيئًا، وعندما أخرج إلى الشارع يخال لي أن الناس ينظرون إلي بتلك النظرة الساخرة، وإن ضحكوا على شيء آخر أعتقد أنهم يضحكون علي، حتى أصبحت مُعقَّدًا من طولي، وأصبحت معاملات الناس لي عكس معاملتهم لأصدقائي الذين في نفس سني، فيعاملونني كالطفل الصغير صاحب 12 سنة وهم كالكبار، وأجد أصدقائي طليقي اللسان، ويضحكون باستمرار، عكسي أنا الذي عندما أتحدث أراقب نفسي دائمًا من آراء الناس حولي، ولا أستطيع الضحك.

وحتى بعض الأشخاص قصارو القامة، لديهم ثقة في أنفسهم، عكسي أنا تمامًا، ربما بسبب المعاملة الجيدة لهم في صغرهم من طرف عائلاتهم، فبعض الأحيان أحس أن لي ثقة في النفس، وأحيانا أخرى لا!

كما أنه في العديد من المرات أردت طلب إجراء فحوصات هرمون النمو، لكني أخاف أن أقول لوالديّ ويسخران مني، فلا أعرف ماذا أفعل حتى أتخلص من هذا المرض النفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لست من قصار القامة مقارنة بعمرك، أنت ضمن الطول الطبيعي، إلَّا إذا كنت تريد أن تصبح طويلاً مقارنة بما أنت عليه الآن، فإذا كان طولك بحدود 1.64 فهذا طول طبيعي لشخص ما زال في طور النمو.

يتوقّف طول الإنسان الطبيعيّ بعمر العشرين تقريبًا لدى الذّكور، أمّا الإناث فيتوقّف كُليًّا بعد سنتين من أول دورة شهريّة لها. كما تُؤثّر العديد من الظروف على طول الإنسان، منها الأسباب الوراثية، وظروف الولادة والأمراض، منها: أمراض الغدد، وسوء التغذيّة.

والآتي قائمة توضّح الأطوال الطبيعيّة للإنسان خلال فترات حياته:
- عند الولادة يكون الطول للمولود: 50 سم.
- سنة واحدة: 75 سم.
- 4 سنوات: 100 سم.
- 6 سنوات: 122 - 115 سم.
- 8 سنوات: 130 سم.
- 12 سنة: 150 سم.
- 15 سنة للذَّكر: 165 سم.
- 15 سنة للأنثى: 162 سم.
- 18 سنة للذَّكر: 175 سم.
- 18 سنة للأنثى: 165 سم.

وللعلم قصر القامة (القزامة) هي عبارة عن نقص في القامة ينتُج عن حالة وراثية أو طبية، عادةً ما تُعرَّف القزامة على أنها بلوغ طول الشخص البالغ أربعة أقدام و10 بوصات (147 سنتيمترًا) أو أقل، يبلُغ متوسط أطوال الأشخاص البالغين المصابين بالقزامة حوالي 4 أقدام (122 سنتيمترًا). فأنت لست من قصار القامة.

أما إذا كنت تشعر بعدم الثقة في نفسك، فلربما يعود ذلك إلى أنك تركز في موضوع طول جسمك، وتقارنه بأطوال أجسام الآخرين؛ لذا أنصحك بأن تركز على تنمية قدراتك، وزيادة ثقتك بنفسك، والاهتمام بدراستك، فالإنسان لا يعيبه شكله، والله عز وجل خلقنا في أحسن تقويم.

بالنسبة لتحسين ثقتك بنفسك:

- عبِّر عن نفسك بحرية دون قيود؛ فالآخرون لا يكترثون كثيرًا إلى مشاعرك الداخلية؛ لأنهم لا يرونها، بل يرون سلوكك اللفظي والحركي؛ لذا عبِّر ولا تخف، واهتم بذاتك وتطويرها، ولا تكترث كثيرًا بآراء الناس؛ لأنك وبالتدريج سوف تشعر بالتحسن.

- تعوّد على قول كلمة "لا" عندما يتطلب الموقف ذلك، لا تكن منصَاعًا لكل ما يُقال لك، أو تخاف من الرد.

- اتبع طريقة "التدريب الذاتي" من خلال: تخيل أنك تريد الحديث مع مجموعة عن أمر ما، ثم قم بتسجيل فيديو  قصير على هاتفك، ثم شاهد هذا الفيديو، واحصر أخطاءك، قد تقول يفترض أن أقول: (......) أو لقد كنت متوتراً جدًّا أثناء الحديث، عليّ أن أسترخي، قم بمسح الفيديو وسجل واحداً آخر، استخدم هذه الاستراتيجية يومياً حتى تشعر أنك أصبحت بالفعل تتكلم بثقة.

- تواصل وتفاعل اجتماعيًا مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنَّى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعًا وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويوسِّع من مداركك، وتُصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.

- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها؛ فهذا سيجعلك شخصًا اجتماعيًا، وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- اصغِ جيدًا لمن يتكلَّم معك، ولا تقاطعه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلَّا ضاعت قيمة الفكرة، وأثناء إصغائك لحديث شخص ما؛ عليك أن تبدي اهتمامًا لما يقوله، واحرص على التواصل بصرياً معه، وقم بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صُلب الموضوع، وهذا يجنّبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم، وعندما تندمج في مجموعة ما عبِّر عن رأيك ولا تبق صامتًا.

- عندما تتكلم نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر إلَّا بعدما تشعر أن الموضوع الأول قد انتهى فعلاً؛ فهذا يساعدك على الطلاقة بالكلام وعدم الخجل.

- يُمكن تكوين علاقات صداقة قويّة من خلال الاهتمام بالآخرين، وإظهار هذا الاهتمام لهم ليتمكَّنوا من معرفة قيمتهم عندك، وبالتالي تستطيع تفريغ ما عندك من مشكلات ومشاعر إلى أشخاص مقربين، وهذا يجعلك أكثر انطلاقًا في كلامك وتعبيرًا عن ذاتك بحرية.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً