الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت وإخواني متميزين ثم أصابنا تعثر وأمراض، فما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

نحن ننحدر من عائلة بسيطة، أنعم الله علينا بنعمة العلم، فكان كل إخوتي متميزين في الدراسة -ما شاء الله- ونوابغ بفضل من الله، حدث أن مرض أخواتي وانقلب حالهم للأسوأ، رغم كل شيء واصلن الدراسة في ظروف متعثرة، منهن من لديها مرض نادر -عافانا الله وعافاكم-، ثم إن أخي الأكبر، والذي نقتدي به ساءت أحواله بعد أن كان مقبلًا على الحياة، ورياضياً، ومتفائلاً، ونستمد منه الإصرار والعزيمة، والحزم والجد؛ حيث إنه انتقل للعمل في دولة عربية، وكان كلما وجد عملاً إلا وأصابه تعطيل، وكلما تجاوز شيئًا إلا وجاءه أمر عسير آخر، شيء يدعو للريبة، أخبرته أن يلتزم الصبر، والصلاة، والمحافظة على سورة البقرة، فكان ملتزم بها يوميًا، ولم ينقطع أكثر من سنة وبضع شهور، وإلى الآن متعطل.

ربما أنا أقلهم مشاكل، رغم التحول في حياتي ومرضت أكثر من سنتين، كنت أظنه التصلب اللوحي، والحمد لله كل التحاليل تقول إني بخير والحمد لله.

سؤالي هو: ماذا ترى هل نحن في هلوسة أم هي عين أو سحر؟ مع العلم أنه لو لم يذكر السحر في القرآن ما كنت أؤمن به.

هل هناك حلول؟ مع العلم كل العائلة حتى الوالدين بهم مشاكل.

أنتظر النصيحة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الواثق بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة، وأن يصرف عنا وعنكم كل سوء ومكروه.

ونصيحتنا -أيها الحبيب- لك ولإخوانك وأسرتك الكريمة أن لا تستسلموا لما قد يطرأ لكم من أوهام أنكم أصبتم بالعين، أو السحر، فإن هذه الأوهام تزيد الإنسان ضعفًا، كما أنها تدخل عليه أنواعًا من الكآبة والحزن، وما تعرضتم له من مشكلات في هذه الحياة، فهذه طبيعتها، فإن الله تعالى جبلها على الأكدار، واختلاط المنغصات فيها بالمفرحات، ولا تستقيم للإنسان على حال واحدة، فهي متقلبة، ومتغيرة.

والإنسان فيها يمر بالإيثار والإعصار، والفرح، والترح، والظفر، والهزيمة، والعطاء، والحرمان، فالله سبحانه وتعالى يقدر على العبد كل ذلك امتحانًا واختبارًا ليرى شكره في وقت النعمة، وصبره في وقت المصيبة، فلا ينبغي للإنسان أن يتوقع السلامة الدائمة في هذه الحياة من كل المكروهات، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عجبًا لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خير له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن".

وقد أحسنت -أيها الحبيب- حين أرشدت أخاك إلى الصبر والصلاة، والمحافظة على قراءة القرآن وخاصة سورة البقرة، فإن هذه أعمال صالحة يدفع الله تعالى بها المكروهات، ويجلب بها الخيرات والمسرات، فداوم أنت والأهل على هذه الطريقة، واستعملوا الرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية دعاء وأذكار، فهي نافعة على كل تقدير وحال، تنفع الإنسان مما نزل به من الآفات والأمراض، وتنفعه مما لم ينزل به بعد فإنها تحصنه وتدفع عنه المكروهات.

فداوم على الرقية الشرعية، وخير الراقين هو أن يرقي الإنسان نفسه، فإن دعاء العبد لنفسه مع انكسار القلب والشعور بالانطراح بين يدي الله والاضطرار من أعظم أسباب الإجابة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لنا ولكم الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً