الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع صلاة ركعتين يوميا بنية الشكر لله

السؤال

أصلي يوميا ركعتي شكر لله. هل ذلك جائز؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة هي خير موضوع كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاستكثار منها حسن على كل حال، فيشرع للمسلم أن يستكثر ما أمكنه من الصلاة، فيكثر من النوافل المقيدة كالرواتب والضحى ونحوها، ويزيد ما شاء الله من النفل المطلق وهو مأجور على ذلك كله.

أما فعل ركعتين بنية صلاة الشكر في كل يوم فلا نعلم له أصلا في السنة. فينبغي أن تحافظي على هاتين الركعتين، وأن تزيدي ما شئت ولكن لا يكون ذلك بنية صلاة الشكر إذ لا أصل لذلك في السنة فيما نعلم.

هذا، وننبه إلى أن المشروع لمن تجددت له نعمة أن يسجد سجدة الشكر كما ثبت ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفعل جمع الصحابة، وأجاز بعض العلماء أن يأتي مكان السجود بالصلاة فإن المقصود من السجود يحصل بها، قال محمد بن نصر المروزي: وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكرا الله عز وجل. فمن ذلك: أن الله لما أنعم على نبيه صلى الله عليه وسلم بفتح مكة اغتسل وصلى ثمان ركعات شكرا لله عز وجل. انتهى.

وذهب كثير من العلماء إلى أن المشروع عند تجدد النعم هو سجود الشكر، وأنه لا تشرع صلاة تسمى صلاة الشكر، وأما هذه الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ يوم الفتح فهي سبحة الضحى، كما صرحت بذلك أم هانئ في رواية مسلم للحديث وهي راوية الخبر وأدرى بمأخذه.

جاء في حواشي التحفة: يسن مع سجدة الشكر كما في المجموع الصدقة والصلاة للشكر، وقال الخوارزمي لو أقام التصدق أو صلاة ركعتين مقام السجود كان حسنا. انتهى.

وقوله: للشكر قد يوهم أنه ينوى بالصلاة الشكر لكن في ع ش خلافه عبارته قوله أو صلاة أي بنية التطوع لا بنية الشكر أخذا مما ذكره في الاستسقاء من أنه ليس لنا صلاة سببها الشكر. انتهى.

وفي فتاوى نور على الدرب للشيخ العثيمين رحمه الله: لا أدري ماذا يعنى بصلاة الشكر، الشكر ليس له صلاة ذات ركوع وقيام وإنما له سجود فقط ، فإذا أنعم الله على الإنسان بنعمة متجددة كنجاة من تلف وحصول مطلوب يعز عليه حصوله وهداية من الله عز وجل وتوبة فسجد لله تعالى شكرا كان ذلك من الأمور المشروعة كما سجد كعب بن مالك رضي الله عنه حين جاءته البشرى بتوبة الله عليه. انتهى.

وانظري الفتوى رقم: 70061.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني