حكم العمل المحاسبي المتضمن تقييد الفوائد الربوية

26-11-2007 | إسلام ويب

السؤال:
سبق وأن قرأت فتاوى في هذا الموقع المبارك ومواقع أخرى نحسبها على خير ولا نزكي على الله أحداً حسب هذه الفتاوى.
فالعمل في المحاسبة القائمة على الربا ماله حرام بالنسبة لي لدي فرصة للعمل في شركة في قسم الشؤون المالية (نظام ربوي) ومن ضمن المهام التي قد أقوم بها:- استعمال قيمة الفائدة (الربا) لحساب الكلفة الإجمالية للمنتوج, طبعا هناك عناصر أخرى تدخل في حساب الكلفة.- تسجيل قيمة الفائدة (الربا) في سجلات الشركة.- كما يمكن أن أستعمل قيمة الفائدة (الربا) في أي شيء, مثلا لإجراء دراسة معينة, أو لإجراء مقارنة ما, أو لحساب نسبة ما, يعني باختصار يمكن استعمال قيمة الفائدة في أي مناسبة أو لحساب أي شيء وهذه الاستعمالات لا يمكن حصرها... مع العلم بأنه لدي مهام أخرى عديدة غير هذه التي ذكرت، فهل أكون آثمة في هذه الوظيفة وهل أنا من كُتاب الربا، أم أني أكون كذلك في حالات معينة وما هي هذه الحالات... هناك نوع آخر من الوظائف يمكن أن يكون بديلا وهو التأكد بأن إدارات الشركة تقوم بضبط وثائقها وسجلاتها، فإن كان في ضبطهم تقصير رفعت فيهم تقريرا يلزمهم بضبطها، ومن ضمن تلك الإدارات إدارة المالية المسؤولة عن تمويل مشاريع الشركة بالقروض الربوية وأخذ فوائد على مبالغ المبيعات المودعة في البنوك، فهل في هذا ما هو حرام.. هناك عمل آخر يضغط علي أهلي أعمل فيه وهو في مكتب محاسبة -طبعا التعاملات في بلدنا قائمة على النظام الربوي- فهل حرام علي العمل في مكتب المحاسبة إجمالا.
فأرجو إفادتي بالتفصيل وبما لا يدع لي مجالا للشك فأنا تخرجت منذ شهور وفرص الوظيفة تقل مع مرور الوقت كما أني أشعر بالتقصير تجاه والدي اللذين ينتظران وظيفتي بلهفة خصوصا، والدي الذي يمر بضائقة مادية وينتظر وظيفتي بلهفة، فماذا أفعل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يجزيك خيراً على حرصك على تحري الحلال والابتعاد عن الحرام وأن يثبتك على ذلك، واعلمي -بارك الله فيك- أنه لا يجوز العمل في أي مجال محاسبي مما ذكرت أو مما لم تذكري مما يتضمن تقييد الفوائد الربوية في سجلات الشركة أو الإعانة على إنفاقها في غير الوجوه التي حددها الشارع للتخلص منها وذلك لأن هذه الفوائد هي ربا محرم تحرم الإعانة عليه، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وتقييد هذه الفوائد لا يدخل في معنى كاتب الربا إلا إذا كان المقصود من التقييد ما يتصل بالتوثيق للعقد الربوي كما هو الشأن في كتابة الكاتب وشهادة الشاهدين وإعداد الورق والصيغ لذلك، أما إذا كان لمجرد ضبط العائدات والمصروفات فلا يدخل في ذلك ولكنه محرم كما سبق، ولا يجوز لك أن تعملي في عمل تضطرين فيه إلى عدم لبس الحجاب الشرعي والذي سبق بيان شروطه في الفتوى رقم: 6745، والفتوى رقم: 20177، والفتوى رقم: 41746، كما لا يجوز العمل في موضع تختلطين فيه مع الرجال، وراجعي لذلك الفتوى رقم: 3539.

والذي نوصيك به هو الصبر والضراعة إلى الله أن يفرج عليك وتجدي عملاً مباحاً خالياً من المحذورات الشرعية، ولا تؤثر عليك ملامة أبيك أو أهلك أو مقاطعتهم أو غير ذلك، فإن هذه الملامة والمقاطعة على غير حق لأنها على القيام بالواجب وترك المحرم ومثل ذلك لا يلتفت إليه فإن أصحابه لن يغنوا عنك من الله شيئاً وقد قال صلى الله عليه وسلم: من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.

والله أعلم.

www.islamweb.net