أحاديث ثابتة وأخرى غير ثابتة في فضائل القرآن

19-7-2009 | إسلام ويب

السؤال:
هل هذه الأحاديث صحيحة؟
فضائل سور القرآن الكريم: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: عشر تمنع عشرة: الفاتحة تمنع غضب الله، يّس تمنع عطش القيامة، الدخان تمنع أهوال القيامة، الواقعة تمنع الفقر، الملك تمنع عذاب القبر، الكوثر تمنع الخصومة، الكافرون تمنع الكفر عند الموت، الإخلاص تمنع النفاق، الفلق تمنع الحسد، الناس تمنع الوسواس.
فضل سورة الكهف: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. ومن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين. عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قدمه إلي رأسه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً ما بين الأرض إلي السماء.
فضل سورة يّـــس: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يّس. ومن قرأ يّس كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات. من قرأ سورة يس كتب له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات. من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورا له.
فضل سورة الدخان: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من قرأ حــم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك. من قرأ حــم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة غفر له وبني الله له بيتاً في الجنة.
فضل سورة الرحمن: عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن. من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه وأدي شكر ما أنعم الله عليه.
فضل سورة الواقعة: عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً. عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلي الجنة وإلي صفتها فليقرأ الواقعة.
فضل سورة الملك: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له أخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة وهي تبارك الذي بيده الملك. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هي المانعة، المنجية من عذاب القبر.
فضل سورتي الفلق والناس: عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.
فضل سورة السجــدة: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجر الجمعة سورة السجدة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق التنبيه على أن حديث: عشــر تمنع عشــرة. لم نجد له أصلا، ولا تصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سئل عنه الدكتور حاتم العوني، فقال: حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم تحرم نسبته إليه صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين.

وقد ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله ما صح فيه فضل من سور القرآن ولم يذكر هذا الحديث الذي سأل عنه السائل، ثم قال ابن القيم بعد ذلك: ثم سائر الأحاديث بعدُ كقوله: من قرأ سورةَ كذا أُعطِيَ ثواب كذا فموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (المنار المنيف). وكذلك فعل عمر بن بدر الموصلي في كتابه المغني عن الحفظ والكتاب، حيث قال: فلم يصح في هذا الباب شيء غير قوله في.. فذكر ما يصح ولم يذكر الحديث المسؤول عنه وتعقبه محققه، وهو الشيخ أبو إسحاق الحويني، بزيادة أحاديث صححها، فلم يذكـر أيضـاً هذا الحديث. (جُنّة المرتاب). وكذلك فعل السيوطي- على توسُّعِه في التصحيح- فأورد ما ليس بموضوع في فضائل القرآن، فلم يذكر هذا الحديث، فيكون عنده موضوعاً.الإتقان للسيوطي. وتابعهم ابن هِمّات في كتابه: التنكيت والإفادة.

وفضيلة الشيخ بكر أبو زيد في: التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث.

 ومع ذلك: فقد صحت أحاديث أخرى في فضل السور الواردة في الحديث الذي سأل عنه سائل، فقد صح في سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، والكافرون، والملك أحاديث في فضلها على وجه الخصوص أما سورة: يس، والدخان، والواقعة، والكوثر، فلم يصح في تخصيصها بالفضل حديث. اهـ.

ولفظ كلام ابن القيم في المنار المنيف: الذي صح في أحاديث السور حديث فاتحة الكتاب وأنه لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها.

- وحديث البقرة وآل عمران أنهما الزهراوان.

- وحديث آية الكرسي وأنها سيدة آي القرآن.

- وحديث الآيتين من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه.

- وحديث سورة البقرة لا تقرأ في بيت فيقربه شيطان.

- وحديث العشر آيات من أول سورة الكهف من قرأها عصم من فتنة الدجال.

- وحديث قل هو الله أحد وأنها تعدل ثلث القرآن. ولم يصح في فضائل سورة ما صح فيها.

- وحديث المعوذتين وأنه ما تعوذ المتعوذون بمثلهما.

- وقوله صلى الله عليه وسلم: أنزل علي آيات لم ير مثلهن ثم قرأهما.

ويلي هذه الأحاديث وهو دونها في الصحة حديث: إذا زلزلت تعدل نصف القرآن.

وحديث قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن.

- وحديث تبارك الذي بيده الملك هي المنجية من عذاب القبر.

ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعه على رسوله صلى الله عليه وسلم وقد اعترف بوضعها واضعها وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره وقال بعض جهلاء الوضاعين في هذا النوع: نحن نكذب لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولا نكذب عليه. ولم يعلم هذا الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه واستحق الوعيد الشديد. اهـ.

وقد سبق التنبيه على أن ما يروى من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن سورة سورة، موضوع مكذوب لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الفتوى رقم: 18526. كما سبق في الفتوى رقم: 54036. ذكر طائفة من الأحاديث في فضائل عدة سور وآيات من القرآن الكريم. وسبق كذلك بيان أن الأحاديث الواردة في فضل سورة يس والدخان ضعيفة، في الفتوى رقم: 7008.

وهناك فتاوى متفرقة فيها أحاديث فضائل سور: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف، والأنعام، ويوسف، والرعد، والسجدة، والدخان، والقمر، والرحمن، والواقعة، ويس، والملك، والضحى، والقدر، والزلزلة، والتكاثر، والكافرون، والإخلاص، والمعوذتين، وآية الكرسي، بالأرقام التالية: 47609، 39389، 38426، 19263، 48438، 10977، 16655، 27354، 69300، 75596، 9929، 81059، 21018، 35363، 25648، 103575، 30123، 123803، 9909، 54397، 69611، 5110.

والله أعلم.

www.islamweb.net