هل يدعو ربه أن ييسر له الزواج من فتاة مخطوبة لغيره

18-4-2010 | إسلام ويب

السؤال:
لدي سؤال يا شيخ: وهو أنني كنت أرغب بالزواج من فتاة صالحة، وكنت أستخير الله فيها، وقد اقتنعت بها كزوجة وهي كذلك، كانت تصلي الاستخارة واقتنعت بي كزوج بفضل من الله، وخلال شهر من الآن تقدم لها أحد أقاربها وخطبها، وأنا تأخرت لأن أموري المادية ليست على ما يرام، وهي كانت تظن أني قد صرفت الموضوع عن خطبتها، ولكنني أتيت بعد شهر وتفاجأت بخطبتها من قريب لها؛ لأنني كما أشرت أموري المادية كانت ليست على ما يرام.
أما الآن فالحمد لله فقد تحسن وضعي. سؤالي: هي الآن مخطوبة من قريب لها، ولكن معاملتها الورقية مازالت قائمة، ولم تأتي الموافقة من الأمارة حيث إن قريبها من إحدى جنسيات دول الخليج، وهي تعتبر من جنسية أخرى، والمعاملة ربما يتم قبولها أو رفضها. هل يمكنني أن أدعو الله العظيم بأسمائه العظام وصفاته الكريمة العظيمة وأتوسل إليه بأعمالي الصالحة أن يسخر لي هذه الفتاة، ويجعلها زوجة لي، وأن يرزق قريبها زوجة أخرى صالحة. فكما أحب الخير لنفسي فإني أحب الخير لقريبها. أم أن هذا قدر ومقسوم ولا يمكن لأحد من تغيير القدر.
والله يا شيخ أني أريدها زوجة لي وهي كذلك، ولكن الظروف الآن فرقت بيننا، فهل يمكنني أن ألح على الله بالدعاء في جميع فروضي وفي قيام الليل بأن يسخرها لي كزوجة ويجعلها من نصيبي؟
أفيدونا أثابكم الله.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي الدعاء بالزواج من هذه المرأة بعدما تمت خطبتها وصارت الآن في طريقها للزواج من هذا الرجل؛ لأن الدعاء بمثل هذا يتضمن الدعاء بانفصالها عن خاطبها وفراقها له، وهذا إلى الإثم والعدوان أقرب منه إلى البر والتقوى.

فالأولى أن تدعو الله سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان، وذلك لأن الله هو العالم بالأمور على الحقيقة، أما الإنسان فلا يعلم، وقد يدعو بأمر هو في ظاهره خير له، ولا يدري أن وراءه عطبه وهلكته، فيصرفه عنه ربه برحمته وحكمته، قال سبحانه: وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً {الإسراء:11}

والمعنى أن الإنسان يدعو بما يحسبه خيرا وهو في الحقيقة شر، وهذا راجع لفرط تعجله وقلقه، جاء في تفسير الرازي: أقول يحتمل أن يكون المراد: أن الإنسان قد يبالغ في الدعاء طلبا لشيء يعتقد خيره فيه، مع أن ذلك الشيء يكون  منبع شره وضرره، وهو يبالغ في طلبه لجهله بحال ذلك الشيء، وإنما يقدم على مثل هذا العمل لكونه عجولا مغترا بظواهر الأمور غير متفحص عن حقائقها وأسراراها. انتهى.

وراجع أسباب وشروط إجابة الدعاء المبينة في الفتوى رقم: 2395، والفتوى رقم: 2150.

وإن كان من نصيحة لنا، فإنا ننصحك بنسيان هذه الفتاة والانصراف عنها خصوصا بعد أن تمت خطبتها لغيرك، فتعلقك بها فيه من القلق والتعب ما قد يفسد عليك حياتك خصوصا إذا تم زواجها من خطيبها هذا.

وننبهك على أنه يحرم على المسلم خطبة المرأة إذا سبقه أخوه المسلم لخطبتها كما بيناه في الفتوى رقم: 33887، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 36319.

والله أعلم.

www.islamweb.net