الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز في الأصل أن تهب نصيبك لابنتيك وزوجتك، فإن كنت تعني بالكتابة أن تهبه لهم في حياتك وحال صحتك. فهذا جائز، وإذا حازوها في حياتك حال صحتك صارت هبة نافذة، ولو كنت تقصد بها حرمان الورثة كما ذكر أهل العلم. وذكرنا كلامهم في الفتوى: 117337.
ومع ذلك لا ينبغي أن تفعل ذلك بقصد حرمان الورثة أو بعضهم خروجا من الخلاف في المسألة؛ فقد ذهب بعض الفقهاء إلى عدم صحة الهبة في مثل هذه الحال معاملة للواهب بنقيض قصده.
كما جاء في حاشية قرة عيون الأخيار تكملة رد المحتار: ... وقصد حرمان بقية الورثة كما يتفق ذلك في من ترك بنتا وخاف مشاركة العاصب. قوله ( جاز ) أي صح لا ينقص. وفي بعض المذاهب يرد عليه قصده ويجعل متروكه ميراثا لكل الورثة ... اهـ. وانظر الفتوى: 106777.
والذي ننصح به السائل الكريم بعد تقوى الله تعالى هو أن يترك الأمر على ما هو عليه، ولا يكتب نصيبه باسم بناته بقصد حرمان إخوانه وأخواته، وأمر الرزق مفروغ منه وكتب مع الأجل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ... اهـ مختصرا. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.