الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فاعلم أيها السائل أنه لا يجوز أن تؤخر الصلاة عن وقتها المحدد لها شرعا، فضلا عن أن تؤخرها إلى اليوم الثاني، وهذا يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب التي توجب التوبة إلى الله تعالى. وليس ما ذكرته من العمل والسفر عذرا في تأخير الصلاة على نحو ما ذكرت, والمئات من السائقين أمثالك يجوبون الأرض طولا وعرضا، ومع ذلك يحافظون على الصلاة ولا يضيعونها, وإذا كنت تقطع مسافة السفر المعتبرة شرعا [وهي إنما تحسب بعد مجاوزة بنيان المدينة التي تخرج منها إلى أول البنيان من المدينة المقصودة] فإنه يجوز لك أن تجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما على ما هو أيسر لك, وأن تجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما على ما هو أيسر لك. وأما أن تؤخر الظهر والعصر إلى غروب الشمس أو تفعل نحو ذلك بالمغرب. فهذا لا يجوز بحال، فعليك أن تتقي الله تعالى. وعدم وجود الأمان لا يبيح تأخير الصلاة، فإذا كنت خائفا خوفا معتبرا ولم تجد مكانا تصلي فيه آمنا على نفسك – وهذا ما نستبعد حدوثه كثيرا لا سيما في بلاد المسلمين - فيمكنك أن تصلي في السيارة، وانظر الفتوى رقم: 143469 عن حكم صلاة الفريضة في السيارة خشية الأذى, وكذا كونك تجد المساجد خالية لانتهاء وقت الصلاة ليس مبررا لتأخيرها، ويمكنك أن تصلي وحدك إذ الجماعة ليست شرطا في صحة الصلاة. فما تفعله أخي السائل لا يجوز , والصواب أن تصلي كل صلاة لوقتها إذا لم تكن مسافرا فتوقف السيارة وتتطهر وتصلي ولن تأخذ منك وقتا طويلا, وإن كنت مسافرا فلك أن تجمع بين الصلاتين كما ذكرنا وتقصر الصلاة الرباعية فتصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين ركعتين, فتوقف سيارتك وتؤدي فريضة الله عليك , وانظر الفتوى رقم: 99410عن صلاة المسافر وصيامه, والفتوى رقم: 135903عن السائق دائم السفر كيف يفعل حيال الصلاة والصوم والفتوى رقم: 137742عن المسافة المعتبرة شرعا للترخص برخص السفر .
والله تعالى أعلم.