الافتتان بالنساء متعدد الجوانب

19-2-2014 | إسلام ويب

السؤال:
فتاة لا أعرفها، تتصل بي على هاتفي المحمول، في بعض الأوقات، وأحيانا قبل الفجر، وتقول لي: أنا سوف أصلي الفجر، وأشعر أنها تريد أن تتحدث معي، وكأنها تبحث عن عريس.
فماذا أفعل هل أتحدث معها أم لا؟
أرجو التوضيح.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فاتصال الفتاة الأجنبية برجل لا يعرفها، لغير حاجة - لا سيما في هذه الأوقات التي ذكرتها - مظنة للريبة؛ وقد قال عليه السلام: دع ما يريبك إلى ما لا ‏يريبك. رواه الترمذي والنسائي.

والكلام معها لا يشرع إلا لحاجة، مع أمن الفتنة؛ فقد بوب البخاري في صحيحه ‏بابا فقال: باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال.

  قال الحافظ في (الفتح): والمراد بجوازه أن يكون عند ‏أمن الفتنة. اهـ.

وقال العلامة الخادمي رحمه الله في ( بريقة محمودية ): التكلم مع الشابة الأجنبية، لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه ‏مظنة الفتنة. اهـ.
فإذا خشيت من حديثك معها الفتنة، فاقطع صِلاتك بها، فالسلامة لا يعدلها شيء؛ فقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. رواه مسلم.

وفتنة النساء لا تقتصر على النظر بل القلب يفتن بالصوت أحيانا؛ ولذلك قال تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا {الأحزاب:32}.

وقال بشار بن برد في مغنيته:

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة        والأذن تعشق قبل العين أحيانا  

 فأسمعيني صوتا مطربا هزجا            يزيد صبا محبا فيك أشجانا

وإن رغبت في نكاحها، وكنت مستعدا للزواج ماديا وبدنيا، ‏فسلها عن أوليائها، واقطع صلتك المباشرة بها، ثم تحر عنها، فإن رأيتها صالحة لك، فاخطبها إلى أوليائها، وهي لا تزال أجنبية عنك حتى تعقد عليها. ‏
وللوقوف على ضوابط الكلام مع الأجنبية تنظر الفتاوى أرقام: 12562، 3672، 30792.‏
 والله أعلم.

www.islamweb.net