بقدر ما تجاهد نفسك بقدر ما تخشع في صلاتك

9-2-2003 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب ابتليت بعدم الخشوع في الصلاة حاولت لدرجة أنني أتوقع أنها غير مقبولة حتى إنني أتأثر نفسياً إذا سمعت المصلين يبكون ويخشعون وأنا لا يهتز فيّ شيء، فقلت أنها بسبب فعل المعاصي وقسوة القلب فتركت المعاصي قصرت الثوب أطلقت اللحية تركت الأغاني وعزمت على عدم العودة لجميع المعاصي، أصلى الصلوات في وقتها والحمد لله وأقوم الليل والحمد لله وقرأت القرآن، أتدبر آياته، وأجاهد نفسي لكي أخشع لكن دون جدوي .السؤال: هل تقبل صلاتي وقيامي بدون الخشوع مع أنني أجاهد نفسي لذلك، وماهي الوسيلة لذلك؟ ولا تنسوني بالدعاء بأن يرزقني الله الخشوع ؟....

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه مع المجاهدة في الله يحصل المرء على المطلوب، ويبلغ المأمول لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
ويوفق الشخص إلى مطلوبه ويُهدى إليه بحسب مجاهدته لنفسه، وقدر تلك المجاهدة، فمن كانت مجاهدته ضعيفة فلا ينال من الهداية إلى الخير إلا بقدرها، ومن كانت مجاهدته قوية بلغ من الهداية بحسبها.
فالخشوع منزلته من الصلاة كمنزلة الروح من الجسد فصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح، وينال الشخص من الأجر والثواب بقدر حضور قلبه فيها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود من حديث عمار ابن ياسر: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها. حسنه الألباني.
والذي ننصحك به أن تستمر في مجاهدتك ولا تيأس، وقد قال أحد السلف جاهدت نفسي على الخشوع عشرين سنة ثم وجدت حلاوة ذلك عشرين سنة.
وعليك بالإكثار من الطاعات، واتخاذ الأسباب المعينة على الخشوع، وأما حكم الصلاة بدون الخشوع فراجعه في الفتوى رقم:
6598.
ولمعرفة الأسباب المعينة على الخشوع انظر الفتوى رقم:
3087 - والفتوى رقم: 6525.
والله أعلم.

www.islamweb.net