الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت والمجهول يحول بيني وبين الفرح، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، ومنذ أن دخلت العشرينيات تغيرت حياتي، طغت المخاوف على نفسي، ودائمًا تأتيني فترات أنغمس فيها لا إراديًا في التفكير في حالتي، فينتابني الرعب والهلع، لدرجة إصابتي بالخوف من الموت، خاصة بعد مرضي الأخير وعجز الأطباء عن تشخيصه، وهو من أمراض العضلات، فأنا في كل عام أتراجع وأضعف مما زاد مخاوفي.

أتعلم وأعلم القرآن وأحكامه، وبعض ما علمني الله من فضله، فأنا دائمًا في كل دقيقة في صراع نفسي، خاصة حينما أتذكر المرض، تهاجمني المخاوف ومشاعر الهلع، والشعور بأن شيئًا غير جيد سيحدث، وفي بعض المرات يحدث الأمر السيء بالفعل، أصبحت أبيت خارج المنزل في المسجد، وأحيانًا أبكي حتى تتبدد مخاوفي، وتراودني هذه الحالة من حين إلى آخر، وأحيانًا في لحظات الفرح، الوساوس تحول بيني وبين الفرح فلا أتمتع به، وأشعر دائمًا باقتراب لحظاتي الأخيرة!

لا أحد من حولي يعلم بذلك، فإما أمشي طوال اليوم حتى أتعب، أو أستغفر الله حتى يذهب عني الخوف من الموت والمجهول، والعجز أمام المرض، وقد أتعبني وقهرني حقًا، ومهما حدث يعود مرة أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم على إتاحة هذه الفرصة لإفراغ ما في أنفسنا، وأرجو منكم النصح والتوصية، والدعاء لي بكشف الضر والفرج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.. ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: مما ذكرته من الواضح أنه لديك درجة من خفيفة إلى متوسطة مما يعرف بقلق المخاوف، وهو بالفعل يتخلله الخوف الشديد، والرعب، والهلع، وسوء التأويل، والتشاؤم، والخوف من الموت، وكل هذا نشاهده أحيانًا في قلق المخاوف.

أخي: بالنسبة للعلة العضلية أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وما دمت متابع مع طبيب الأعصاب -إن شاء الله تعالى- سوف يفيدك ويوجهك حسب ما هو مطلوب، أنت قطعًا تحتاج أيضًا أن تقابل الطبيب النفسي إن كان ذلك بالإمكان، لأنك تحتاج إلى أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف.

هنالك عقار يسمى سيرترالين واسمه التجاري زوالفت، أو عقار آخر يسمى سيبرالكس واسمه العلمي استالبرام، كلاهما من الأدوية الجميلة والأدوية الفاعلة والسليمة جدًا، يعالج القلق، يعالج الخوف، يعالج الوسواس، لكن نسبة لعلة العضلية التي ذكرتها؛ أنا أفضل أن تذهب وتقابل الأطباء، هذا هو الذي ننصحك به.

وبعد أن تقابل الطبيب أرجو أن تتواصل معي، وطبعًا نحن سعداء أنك تجاهد، وأنك تتعلم، وتتعلم القرآن الكريم هذا كله -إن شاء الله تعالى- يكون لك دافعاً إيجابيًا، وأريدك أن تنظر للحياة بتفاؤل، بأمل، برجاء، أنت في سن صغيرة، وفي سن الشباب -وإن شاء الله تعالى- كل الذي بك يزول، فأرجو أن تتواصل معي بعد أن تقابل طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2248962 - 2411381 - 422261).

جزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً