الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للشخص السمين جدا ألا يلبس ثياب الإحرام

السؤال

زوجي سيدي الفاضل أنعم الله عليه بالعمرة لأول مرة وهو سمين جدا، ولا يقوى على لبس ملابس الإحرام لأنها تبديه في صورة منفرة ولا يستطيع الحركة بها. فما حكم أن يرتدى جلبابه الأبيض ؟؟ أرجوكم سرعة الإجابة لأن موعد السفر قد اقترب. أشكركم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلبس القميص وهو ما سميته بالجلباب من محظورات الإحرام، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما يلبس المحرم، فقال: لا تلبسوا القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف...، متفق عليه. قال النووي في شرح مسلم: وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمحرم لبس شيء من هذه المذكورات. انتهى. وما ذكرته ليس عذرا في لبس ما منع الشارع من لبسه في الإحرام، فإن في مقدور زوجك أن يتخذ إزارا ورداءا واسعين يحصل بهما المقصود، وقد نص الفقهاء على أن من عدم الرداء لم يجز له لبس القميص بل يجعل القميص رداءا، فكيف إذا كان واجدا للرداء.

قال في أسنى المطالب: وَلَوْ لم يَجِدْ رِدَاءً لم يَجُزْ لُبْسُ الْقَمِيصِ بَلْ يَرْتَدِي بِه. انتهى.

وبه يتبين لك أن زوجك لا يجوز له لبس القميص لما ذكرت وأن عليه أن يتخذ إزارا ورداءا يناسبان حاله، فإن تعمد لبس القميص حال الإحرام أساء ولزمته الفدية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة