الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جموع التكسير في القرآن الكريم (جمع الكثرة) (11)

جموع التكسير في القرآن الكريم (جمع الكثرة) (11)

جموع التكسير في القرآن الكريم (جمع الكثرة) (11)

* من صيغ جموع التكسير ما جاء على وزن فَعْل، ورد في القرآن الكريم وَفْق هذه الصيغة أربعة عشر جمعاً، هي:

(بَقْل) مفرده بَقْلَة. ورد مرة واحدة في قوله سبحانه: {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها} (البقرة:61).

(طَيْر) مفرده طائر. ورد تسع عشرة مرة، منها قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه} (النور:41).

(حَبٌّ) مفرده حَبَّة، قال في "لسان العرب": "والحَبَّة من الشعير، والبُرِّ، ونحوهما، والجمع حبَّات، وحَبٌّ، وحبوب، وحَبَّان". ورد سبع مرات، منها قوله عز وجل: {إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي} (الأنعام:95).

(نخل) مفرده نَخْلَة. ورد إحدى عشرة مرة، منها قول الحق تعالى: {ومن النخل من طلعها قنوان دانية} (الأنعام:99).

(مَعْز) مفرده ماعز، وهو ذو الشعر من الغنم، والأنثى ماعزة ومعزاة. ورد مرة واحدة في قوله تعالى: {ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} (الأنعام:143).

(عَظْم) مفرده عظمة، والعَظْمَة من الساعد ما يلي المرفق الذي فيه العضلة. ورد مرتين، الأولى: قوله عز من قائل: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} (الأنعام:146). الثانية: قوله عز وجل: {قال رب إني وهن العظم مني} (مريم:4).

(رَكْب) الرَّكْب رُكَّاب الإبل، مفرده راكب. ورد مرة واحدة في قوله سبحانه: {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم} (الأنفال:42).

(نَحْل) مفرده نَحْلَة. ورد مرة واحدة في قوله سبحانه: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا} (النحل:68).

(نَمْل) مفردة نَمْلَة. ورد مرة واحدة في قوله عز من قائل: {حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم} (النمل:18).

(أثْل) مفرده أَثْلَة، وهو ضَرْبٌ من الخشب يشبه الطرفاء. ورد مرة واحدة في قوله سبحانه: {فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل} (سبأ:16).

(بَيْض) مفرده بَيْضَة، والبيضة واحدة البَيْض من الحديد، وبيض الطائر جميعاً، وبيضة الحديد معروفة، والبيضة معروفة، والجمع بَيْضٌ. ورد مرة واحدة في قوله سبحانه في وصف الحور العين: {كأنهن بيض مكنون} (الصافات:49).

(طَلْح) الطلح فُسِّر بأنه شجر الموز، مفرده طَلْحَة. ورد مرة واحدة في قوله عز وجل فيما يتمتع به أصحاب الجنة من نعيم: {وطلح منضود} (الواقعة:29).

(صَخْر) مفرده صخرة. ورد مرة واحدة في قوله تعالى في قصة ثمود: {وثمود الذين جابوا الصخر بالواد} (الفجر:9) ومعنى {جابوا} أي: قطعوا.

(قَضْب) القضب: القطع. قضبه يقضبه قضباً: قطعه. والقضب: اسم يقع على ما قضبت من أغصان لتتخذ منها سهاماً، أو قسياً. والقضب ما أُكل من النبات المقتضب غضًّا، واحدتها قَضْبَة، والقَضْبَة والقضب: الرَّطْبَة. ورد مرة واحدة في قوله سبحانه: {وعنبا وقضبا} (عبس:28).

* من صيغ جموع التكسير ما جاء على وزن فَيْعِلَة، ورد في القرآن الكريم وَفْق هذه الصيغة جمع واحد، هو (قيِّمَة) مفرده قيِّم، قالالخليل: القَيِّمة جمع القيِّم، والقيِّم والقائم واحد. وردت هذه الصيغة مرتين في سورة واحدة وفي آيتين متتاليتين: الأولى: قوله تعالى: {فيها كتب قيمة} (البينة:3) أي: مستقيمة مستوية محكمة. الثانية: قوله عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} (البينة:5).

* من صيغ جموع التكسير ما جاء على وزن فَعَال، ورد في القرآن الكريم وَفْق هذه الصيغة سبعة جموع، هي:

(سماء) مفرده سماوة، وأصلها الواو؛ لأنها من السمو، ثم قد يكون بينها وبين المفرد تاء تأنيث. وهي كل ما علاك من سقف ونحوه. وجاء في "المخصص" لابن سيده: "السماء تذكر وتؤنث، والتذكير قليل، كأنه جمع سماوة". وردت هذه الصيغة عشرين ومائة مرة (120) في ست عشرة ومائة آية (116) كان أول ورود هذه الصيغة في قوله عز وجل: {أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق} (البقرة:19).

(غمام) مفرده غمامة، كسحابة وسحاب، وردت أربع مرات في أربع آيات، كان أول ورود هذه الصيغة في قوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام} (البقرة:57).

(كلام) مفرده كلمة، وردت أربع مرات في أربع آيات، كان أول ورود هذه الصيغة في قوله سبحانه: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه} (البقرة:75).

(سحاب) مفرده سحابة، ورد تسع مرات في تسع آيات، كان أول ورود هذه الصيغة قوله عز وجل: {وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض} (البقرة:164).

(جراد) مفرده جرادة، ورد مرتين في آيتين: الأولى: قوله عز وجل: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات} (البقرة:133). الثانية: قوله سبحانه: {يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر} (القمر:7).

(بنان) الأصابع، مفرده بنانة، ورد مرتين: الأولى: قوله تعالى: {فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} (الأنفال:12). الثانية: قوله عز وجل: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} (القيامة:4).

(فراش) مفرده فراشة، جاء في "لسان العرب" ما نصه: "والفراشة التي تطير في السراج". ورد مرة واحدة في قوله سبحانه: {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} (القارعة:4).

* من صيغ جموع التكسير ما جاء على وزن فَعَّال، ورد في القرآن الكريم وَفْق هذه الصيغة جمع واحد، هو:

(قِثاء) مفرده قِثَّاءة، ورد مرة واحدة في قوله عز وجل في قصة النبي موسى عليه السلام مع قومه: {فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها} (البقرة:61).

* من صيغ جموع التكسير ما جاء على وزن فُعْلُل، ورد في القرآن الكريم وَفْق هذه الصيغة جمعان:

(سُنْبُل) مفرده سُنْبُلة، ورد مرة واحدة في قوله تعالى في قصة النبي يوسف عليه السلام: {قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله} (يوسف:47).

(لُؤْلُؤ) مفرده لؤلؤة، وهي الدرة، ورد ست مرات في ست آيات، كان أول ورود هذه الصيغة قوله عز وجل: {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} (الحج:23).

* من صيغ جموع التكسير جموع لحقتها الهاء للتأنيث وتأكيد الجمع، ورد على هذه الصيغة الجموع التالية:

(حجارة) مفرده حجر، ورد عشر مرات في تسع آيات، كان أول وروده في قوله عز وجل: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} (البقرة:24).

(ملائكة) مفرده مَلَك، ورد ثلاثاً وسبعين مرة (73) في ثلاث وسبعين آية، كان أول وروده في قوله سبحانه: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} (البقرة:30).

(بُعُولة) مفرده بعل، ورد أربع مرات في آيتين: الأولى: قوله عز وجل في حكم الطلاق: {وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا} (البقرة:228). الثانية: قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن} (النور:31).

(جِمَالَة) مفرده جمل، ورد مرة واحدة في قوله عز من قائل: {كأنه جمالت صفر} (المرسلات:33).

(زبانية) مفرده زبني على قول الكسائي، وزابن على قول الأخفش، وزبنية كما قال أبو عبيدة، والجواليقي، وهو مأخوذ من (الزبن) وهو الدفع، ومنه (المزابنة) في البيع. ورد مرة واحدة في قوله تعالى: {سندع الزبانية} (العلق:18) أي: الملائكة الغلاظ الشداد.

بهذا المقال نختم الحديث عن جموع التكسير الواردة في القرآن، وبالرجوع إلى تلك الجموع يتبين أن عدد جموع التكسير الواردة في القرآن الكريم برواية حفص بلغ واحداً وخمسين وخمسمائة (551) جمع تكسير.

* مادة هذه المقالات مستفادة من كتاب (جموع التكسير في القرآن الكريم) بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، الطالبة: عفاف محمد سالم البار.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة