الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتأة في الكلام سببت لي حرجاً أمام زوجي وأولادي

السؤال

أريد حلاً لمشكلتي لأنني متضايقة جداً، فأنا سيدة متزوجة ولدي أطفال والحمد لله، وأعاني من التأتأة في الكلام، فأنا عندما أتحدث أجد أن أول الجملة لا أستطيع إخراجها، فأحاول إبدال حرف مكان حرف، وتتم هذه العملية سريعاً أثناء الكلام، فأنا أعيش في صراع في خروج الحروف الأولى من كل جملة، أحس أن نفسي مكتوم ولا أعرف أتكلم، لا أعرف ما اسمها، أهي حبسة كلامية أم ماذا؟

كما أعاني من التأتأة في الكلام بوجه عام، وهذا يسبب لي حرجاً، خاصة أمام زوجي وأولادي، فهل من تدريبات أتبعها بالمنزل؟ ولكن لا أريد أي أدوية، فماذا أفعل؟

الله يعطيكم العافية، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لا أريدك أن تعتبري هذه التأتأة تسبب لك مشكلة في الحياة، وهي بالطبع لا تسبب لك مشكلة، فأنت الحمد لله قد أكلمت دراستك وقد تزوجت ولديك ذرية، فهذا يدل أن علتك بسيطة وبسيطة جدّاً، فإذن لا تضخمي الأمر في تفكيرك، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: عليك بالدعاء، وسلي الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

ثالثاً: أريدك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جدّا، ويمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو (CD) أو تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فتمارين الاسترخاء - خاصة تمارين التنفس المتدرج - تساعد كثيراً في إزالة القلق الذي هو أحد البواعث الرئيسية للتأتأة.

رابعاً: أرجو أن تتواصلي مع إحدى الداعيات، وتتعلمي معها تلاوة القرآن ومخارج الحروف بصورة صحيحة، هذا إن شاء الله تعالى فيه خير كثير جدّاً لك.

خامساً: أرجو أن تحددي هذه الحروف التي تجدين صعوبة في نطقها، وقومي بإدخالها في كلمات وأدخلي الكلمات في جمل، وبعد ذلك كرريها بصوت مرتفع وقومي بتسجيل ما تقومين بتكراره، ثم بعد ذلك الاستماع إليه، لابد أن تُدخل الأحرف في كلمات مختلفة، وتدخل الكلمات أيضاً في جمل مختلفة من وقت لآخر، هذا أمر جيد جدّاً.

سادساً: عليك بأن تجلسي يومياً وتتخيلي أنك أمام جمع كبير من النسوة، ولابد أن ترتجلي كلمة ترحبي بهنَّ أو تقدمي لهنَّ عرضاً أو درساً معيناً، عيشي هذا الخيال بكل تأنٍ.

سابعاً: حاولي أن تتكلمي ببطء، فهذا مهم جدّاً.

ثامناً: لا تراقبي نفسك وأداءك أثناء الكلام، حاولي أن تتخلصي من مراقبة الذات أثناء الكلام.

أخيراً: أنت قلت أنك لا تريدين أدوية، ونحن نحترم رغبتك، والأدوية حقيقة تسهل كثيراً لأنها تزيل القلق، وهنالك دواء مثل عقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات) ويعرف علمياً باسم (باروكستين) بجرعة نصف حبة يومياً -أي عشرة مليجرامات- ربما يكون مفيداً لك، لكن حقيقة سوف أترك لك هذا الأمر، وأرجو أن تتبعي ما ذكرناه لك من إرشاد، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأن يحل هذه العقدة من لسانك.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول علاج التأتأة سلوكياً: 267560 - 267075 - 257722

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً