الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من البرود الجنسي... فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل يوجد دواء لا يؤثر وبدون آثار جانبية يزيل البرود الجنسي عند النساء؛ حيث أني أخجل للذهاب للطبيب، وأصبح لدي ستة أشهر أكره هذه العملية ولا أطيقها ولا أصدق متى تنتهي.

طبعا الحمد لله لا أشتكي من أي أوجاع، ولست مرضعة ولا حاملا، ولدي طفلان 4 سنوات وسنتان، مع أنني لم أكن من قبل هكذا، ودورتي عادية، تسبق أو تتأخر يومين أو ثلاثة ليس أكثر.

أرجوكم ساعدوني؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بثينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تشتكين منه هو أمر شائع بين النساء، فإن ما نسبته تقريبا 50% من النساء يعانين من نقص في الرغبة أو في التفاعل في العلاقة الجنسية بشكل مستمر.

وبشكل عام نقول بأنه من الطبيعي أن يحدث تغير أو نقص في الرغبة الجنسية عند المرأة بين الحين والآخر، حتى بدون وجود سبب، فطبيعة المرأة الجسدية والنفسية ودورة الاستجابة الجنسية لديها تختلف كليا عن الرجل.

ونقص الرغبة أو البرود الجنسي يحدث عادة كردة فعل على ظروف متعددة تؤثر على الحالة النفسية أو الجسدية بشكل مؤقت، وهنا يجب ألا أن يعتبر هذا مشكلة طالما أنه تغير مؤقت أو متقطع يحدث استجابة لضغوط أو ظروف معينة، ولكن إن استمر هذا الشعور وطال أمده ووصل إلى مرحلة يؤثر فيها على العلاقة الزوجية؛ فهنا يمكن أن يعتبر غير طبيعي ويجب البحث عن سببه.

وفي البدء يجب دوما التأكد من عدم وجود بعض الأسباب، مثل تناول الأدوية، ومنها حبوب منع الحمل، أو وجود مرض في الغدد، مثل خلل الغدة الدرقية، أو فقر دم، أو أي مرض آخر في الجسم، كما يجب التأكد من أن الزوج طبيعي ولا يعاني من سرعة القذف أو غير ذلك.

وفي غياب أي سبب عضوي عند الأنثى فإن أهم سبب يؤدي لفقدان الرغبة الجنسية هو السبب النفسي، وإن كانت الزوجة لا ترغب بزوجها بسبب سوء تفاهم ووجود مشاكل عالقة بينهما مع عدم وجود التواصل والصراحة، فإن هذا سينعكس مباشرة على العلاقة الحميمة بينهما وسيحدث البرود الجنسي.

وإن المشاعر النفسية السلبية كلها مثل القلق، الإحباط، التوتر - وغير ذلك - تجعل المرأة غير راغبة بالعلاقة، وغير قادرة على التركيز أو الاسترخاء خلالها.

إن العلاقة الجنسية هي علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة جسدية، ولذلك فإن التواصل النفسي والتواصل الوجداني خلال النهار بل خلال اليوم كله هو أمر هام جدا وأساسي ويجب الاهتمام به ويجب أن يسبق العلاقة والمعاشرة الجنسية.

وعلى المرأة أن تكون واعية ومثقفة في هذه الأمور، وأن تكون ملمّة بما هو واقعي وصحيح وعلمي، ولا تقارن نفسها بما تسمعه من الصديقات والجارات أو بما تشاهده في الأفلام والمسلسلات أو تقرأه على الإنترنت، (وأغلبه إن لم يكن كله هو مبالغ فيه وغير صحيح ولا يحدث في الواقع)، لأن هذا سيشوش تفكيرها، وسيرفع من نسبة توقعاتها من العلاقة الزوجية، ومن أداء زوجها، وبالتالي يجعلها غير راضية حتى لو كان الأمر طبيعيا، وسيصيبها الفتور نحو زوجها لاعتقادها بأنها لا تصل إلى ما سمعت عنه، فيجب الحذر كل الحذر من المبالغات والمغالطات التي يتم الترويج لها في الوسائل والمواقع المغرضة.

ونحن ننصح عادة بأن يحدث تواصل مستمر بين الزوجين، وننصح باللجوء إلى وسائل للتواصل الجسدي بينهما خارج نطاق العلاقة الجنسية، مثلا يمكن عن طريق عمل المساج من قبل أحد الطرفين للطرف الآخر في جو مريح وتوقيت مناسب، التعرف أكثر على أفكار بعضهما البعض، وعلى أكثر المناطق إثارة لكل منهما، فهذا مما يزيد التواصل الفكري والجسدي، ويزيل الخجل والحرج، ويشعر الطرفين بالراحة والاسترخاء.

كما ننصح دوما بالحوار الصريح بين الزوجين لمعرفة ما يفضله كل منهما بشأن العلاقة حتى من ناحية التوقيت، فقد يكون التوقيت الذي يختاره الزوج غير مناسب للزوجة، أو قد تكون الزوجة مثلا تخاف من حدوث الحمل فتكره العلاقة كليا، أو قد يكون كثرة تكرار العلاقة والقيام بها بشكل سريع مع عدم قضاء وقت كاف في المداعبات والتحضير يضع عبئا على الزوجة ويسبب لها الملل والفتور، ويشعرها بأن العلاقة هي واجب وليس شراكة.

كما ننصح بكسر الروتين المعتاد بين الزوجين، فمثلا يمكن تغيير وقت الجماع إلى الصباح بدل الليل، أو تغيير المكان، وكذلك تغيير الوضعية، كل هذه الأمور تغير في الروتين وتحسن الاستجابة والتفاعل عند الطرفين.

لا يوجد أدوية تزيد في الرغبة الجنسية عند النساء، خاصة لمن كانت في سن النشاط التناسلي، أي لم تبلغ سن انقطاع الدورة، ففي جسمها من الهرمونات ما يكفي، والهرمونات لن تحل المشكلة، وكل ما يروج له هو مركبات تجارية غير خاضعة للدراسات، ولا ننصح بها فأضرارها مؤكدة، لكن منافعها غير موجودة.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب فاطمة

    افدتمونا جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً