السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بارك الله فيكم على كل ما تقدمونه، وجعله في موازين أعمالكم.
أخي عمره 16 سنة, ويدرس في الصف الأول ثانوي , متفوق في دراسته, لديه أصدقاء محدودون، وهو كثير الجلوس في البيت, أغلب وقته يلعب على البلاي ستيشن ألعاب حرب, ويتواصل مع أصدقائه بالنت عن طريق اللعبة، يحب أن يلعب كرة القدم يوميا في ساحة منزلنا ولكن بمفرده، وهو -ما شاء الله- محترف في الكرة ومهاراته عالية فيها.
مشكلته يا دكتور التأتأة، فهو يعاني من تأتأة شديدة بسببها لا يستطيع التكلم معنا ولا مع أصدقائه بسبب تأتأته، بداية الجملة تصعب عليه جدا، وبعدها يستطيع أن يكمل, لكن البداية جدا تصعب عليه لدرجة أصبح يفضل الصمت بدل المشاركة معنا في الحديث، يخجل جدا من عدم استطاعته التكلم فيصمت ولا يتكلم معنا.
وهو يعاني من هذه الحالة منذ أن كان عمره 12 سنة، لكن كانت جدا خفيفة، أما الآن فقد زادت، سألته مرة متى بدأت بالضبط؟ فقال لي : أن أول مرة بدأ يتأتأ من بعد أن خاف من موقف أخافه فيه أصدقاؤه, أخافوه بمزح لكن هو تأثر، لكني أعتقد أنها وراثة، لأنني أنا أيضا أتأتأ ولكن بصورة أخف، وليس مثل أخي.
عندما يبدأ في التكلم لا يستطيع إخراج الكلمة، لدرجة أنه يشد نفسه وفمه يميل ولا تخرج، نحن نصبر عليه وننتظره حتى ينهي جملته, عندما أكلمه بالهاتف لا يقدر على الرد أو السؤال، لا أعلم ما سبب تأتأته! هل هي بسبب الرعب الذي انتابه من موقف أصدقائه؟ أم هي وراثة؟
كما أخبرتك أنني أيضا أتأتئ، ولكن هذه الحالة تأتيني خفيفة ونادرة، فأكثر الحروف التي تصعب علي ( أ, ع, هـ, و، ر, ق ) لكن أخي دائما يتأئ وحالته صعبة، فهو لا يريد أن يشارك بالفصل رغم أنه يعلم الجواب، ونحن لا نحسسه بهذا الشيء ونتعامل معه طبيعيا.
المشكلة الأخرى أن أخي الثاني أخبرني أن الطلاب في المدرسة يضحكون عليه، ويرددون تأتأته باستهزاء مثلا (أأأأأأأأأأأأ) لاحظت أن الكلمات التي تبدأ بحرف ( ح, أ, و, غ, ق, ر, م, ت, ي, د, هـ ) أكثر الكلمات تصعب عليه, ولا يحب أن يتكلم بالهاتف لأنه يصعب عليه أكثر وأكثر.
أحبه كثيرا وأحزن عليه، ولا أستطيع مساعدته ولا مساعدة نفسي، حيث إني دائما أخبره أنني مثله، وأننا سوف نتغلب سويا على التأتأة، هو جدا حبوب وقلبه أبيض، ولا يكره أحدا ولا يغضب من أحد، مسالم جدا وخجول جدا جدا.
الآن أنا أقنعت والدي أن آخذه لأخصائي يتخاطب معه، وأتمنى نصيحتكم، هل أذهب به لأخصائي تخاطب أم دكتور نفساني؟ لأني أعتقد أن من أسباب تأتأته ضعف شخصيته، فبماذا تنصحوني؟ هل ترون أن حالته تحتاج لأخصائي وجلسات علاج؟ أم أني أستطيع مساعدته ومعالجته عن طريقكم من دون جلسات مباشرة؟ كأن تصفوا لي وله العلاج المناسب والجرعة المحددة، وأنا -بإذن الله- سوف أهتم بعلاجه عن طريق نصحكم وإرشادكم لي، وهل حالتي أنا أيضا تحتاج لعلاج؟
وإذا كانت حالته تلزم أدوية فهل لها مضاعفات أو أي خطورة على أخي؟ وهل تزيد من الوزن؟
أتمنى مساعدتي .. وجزاكم الله خيرا على كل ما تقومون به من مساعدة الناس، وجعله الله في موازين أعمالكم.